والْعَنْهم لعنًا كبيرًا واغزُهم **** بعساكرِ التعطيلِ
غير جبانِ
واحكُم بسفكِ دمائِهم وبحبسِهم **** أو لا فشردهم عن
الأوطانِ
حذِّر صحابك منهم فهم أضل **** ل من اليهود
وعابدي الصلبانِ
واحذَرْ تُجادِلهم بقالَ اللهُ أو **** قالَ الرسولُ
فتَنْثَني بهوانِ
****
هذه عادة المُفْلس من الحجة يلجأ إلى القوة، فالمُفلسُ
إذا لم يكُن عنده حُجَجٌ وبراهين، فإنه يلجأُ إلى التهديدِ فقط، مثل ما قال فرعون:
﴿قَالَ لَئِنِ ٱتَّخَذۡتَ
إِلَٰهًا غَيۡرِي لَأَجۡعَلَنَّكَ مِنَ ٱلۡمَسۡجُونِينَ﴾
[الشعراء: 29] فالجهميةُ لمَّا لم يملِكوا دليلاً يَردُّون به على هذا الذي يسألهم
لجَؤُوا إلى هذا التهديدِ فقط.
أي: حذِّر أهلَ بلدِك من أهلِ السنة؛ لأنَّ الجهميةَ ما
عندَهم غير السَّبِّ والشَّتْم، وهذه عادةُ المُفلِس من الأدلة، إن كان يَقدِر على
البطْش بطَش، وإن كان لا يقدِر فليس عندَه إلا السَّبُّ والشَّتم والكلام البذيء.
يقولون: لا تُجادلْ أهلَ السنةِ بأدلةِ الشرعِ لأنهم أعلمُ منك بها، إن جادلتَهم بالقرآنِ والسُّنةِ خصمُوك؛ لأنهم أعلمُ منك بالكِتابِ والسُّنة، لكن خاصِمْهم باللجاجِ ولا تجعلْ لهم مجالاً، فإذا جلستَ معهم فبادِر أنت وتكلَّم؛ لأنك لو سكَتَّ بدؤُوا هم وسدُّوا عليك الطريق، لكن ابدأ أنتَ أولاً حتى تسُدَّ عليهم الطريقَ واشغلِ المجلسَ حتى لا يكونَ لهم مجال، هذه طريقةُ المُبطلين لا يريدون سماعَ الحَق.