أَيَكُونُ تَنْزِيلاً مِنَ الرَّحْمَنِ وَالرْ **** رَحْمَنُ لَيْسَ
مُبَايِنَ الأَكْوَانِ
وَكَذَا نُزُولُ الرَّبِّ جَلَّ جَلاَلُهُ **** فِي النِّصْفِ
مِنْ لَيْلٍ وَذَاكَ الثَّانِي
فَيَقُولُ لَسْتَ بِسَائِلٍ غَيْرِي بِأَحْـ **** ـوَالِ العِبَادِ
أَنَا العَظِيمُ الشَّانِ
مَنْ ذَاكَ يَسْأَلُنِي فَيُعْطَى سُؤْلَهُ **** َنْ ذَا يَتُوبُ
إِليَّ مِنْ عِصْيَانِ
مَنْ ذَاكَ يَسْأَلُنِي فَأَغْفِرَ ذَنْبَهُ **** فَأَنَا
الوَدُودُ الوَاسِعُ الغُفْرَانِ
مَنْ ذَا يُرِيدُ شِفَاءَهُ مِنْ سُقْمِهِ **** فَأَنَا
القَرِيبُ مُجِيبُ مَنْ نَادَانِي
ذَا شَأْنُهُ سُبْحَانَهُ وَبِحَمْدِهِ **** حتَّى يَكُونَ
الفَجْرُ فَجْرًا ثَانِي
****
كذلك مِن
أدلَّةِ العُلُوّ ما صحَّ في الحديث: في قولِه صلى الله عليه وسلم: «يَنْزِلُ رَبُّنَا إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا
كُلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرِ فَيَقُولُ: مَنْ
يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ، مَنْ يَدْعُونِي
فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، إِلَى أَنْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ» ([1])فنزوله
جل وعلا يدلُّ على عُلُوِّهِ؛ لأنَّ النزول لا يكون إلا من أعلى.
يعني أنه سبحانه لا يزال يقولُ: «مَنْ يَدْعُونِي»، إلخ حتَّى يطْلُعَ الفجرُ الثَّانِي.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1145)، ومسلم رقم (758).