أَوْقاتها، وبعد أَنْ أَتوضَّأَ
وأَتوجَّه للمسجد أَشْعر بأَنَّ قطراتِ بولٍ تنزلُ منِّي وأَنَا متوجِّهٌ إِلى المسجد،
وأَحْيانًا أَثْناءَ الصَّلاة، وبعد التَّأَكُّد من الأَمْر؛ صِرتُ في قلَقٍ دائِمٍ؛
فهل أُعِيدُ الوضوءَ إِذا عرفتُ بالأَمْر قبلَ الدُّخول في الصَّلاة؛ عِلْمًا بأَنَّ
العمليَّةَ قد تتكرَّر، وقد لا أستطيع أَنْ أُصلِّيَ جماعةً؟ أَمْ هل أَسْتمرُّ في
الصَّلاة إِذا أحْسَسْتُ بأَنَّ هنالك قَطَراتٍ نزلتْ منِّي أَثْناءَ الصَّلاة؟ أَمْ
أُغيِّرُ ثِيابي الدَّاخليَّةَ بعد كلِّ صلاةٍ، مع العلم أَنَّ في هذا مشقَّةً كبيرةً
عليَّ؟.
*
هذا الذي ذَكَرَهُ السَّائِلُ قدْ يكون من الوَهَم والوَسْواسِ، فلا يَلْتَفِتُ إِليه؛
لأَنَّ الطَّهارةَ مُتيقَّنةٌ وخُرُوجَ البولِ مشكوكٌ فيه، واليقينُ لا يزول بالشَّكِّ،
ولمَّا ذكَر بعضُ الصَّحابة للرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم أَنَّه يشُكُّ في خروج الرِّيح
وهو في الصَّلاة؛ قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَنصَرِف حَتَّى يَسمَعَ صَوْتًا
أو يَجِدَ رِيحًا» ([1]).
*
وأَمَّا إِذا تيقَّن الإِنْسانُ خروجَ القَطَراتِ من البول: فإِنْ كان ذلك بصفةٍ
مستمرَّةٍ من غير انْقطاع؛ فهذا مصابٌ بسَلَسِ البول، وهذا دائِمٌ، وحُكْمُه أَنَّه
يتوضَّأُ عندما يريد الصَّلاةَ ويُصلِّي فورًا، ولا شيءَ عليه إِنْ خرَج منه شيءٌ؛
لقوله تعالى: ﴿فَٱتَّقُواْ
ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ﴾ [التغابن: 16]، و﴿لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ
نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ﴾ [البقرة: 286].
وإِنْ كان خروجُ القطَرات في بعض الأَحْيان وليس بصفةٍ دائِمةٍ؛ فإِنَّه يجب عليه غَسْلُ ما أَصابه البولُ من ثوبٍ أو جسدٍ، والاستنجاءُ، ثمَّ إِعادةُ الوضوءِ. والله أعلم.
([1])أخرجه: البخاري رقم (137)، ومسلم رقم (361).