حُكْمُ من به سلَس بولٍ
س35-
إِنِّي أُعاني من سَلَسٍ دائِمٍ فمتى أَتوضَّأُ للصَّلواتِ الخَمس وكذلك متى أَتوضَّأُ
ليوم الجمعة؟
*
مَن به سَلَسُ بولٍ دائِمٍ النُّزولُ فإِنَّه يتوضَّأُ عندما يريد الصَّلاةَ ويُصلِّي
في الحال، ولو خرَج منه شيءٌ في الصَّلاة فصلاتُه صحيحةٌ؛ لقوله تعالى: ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا
ٱسۡتَطَعۡتُمۡ﴾ [التغابن: 16]، وكذلك في يوم الجمعة يتوضَّأُ عند الصَّلاة
ويُصلِّي مع الإِمام. لكن يجب عليه أَنْ يضعَ شيئًا على ذَكَره يَحْفَظُ نزولَ البول
على ثيابِه وبَدَنِه ومصلاَّه، والله أَعْلم.
مَن ترَك الصَّلاةَ بسبب خروجِ الخارجِ منه من غير إِرَادَتِه
س36- سائِلٌ يقول: إِنَّه شابٌ يبلغ السَّابعةَ عَشَرَ مِن عمرِه ومُنْذُ كان عمرُه اثْنَيْ عشر أُصِيبَ بشَلَلٍ نِصْفِيٍّ ولازال به إِلى الآن، وكما يصف نفسَه حريصًا على دِيْنِه: يصومُ شَهْرَ رَمَضَانَ ويصومُ أَيَّامَ التَّطوُّعِ غالبًا، ولكنَّه مُنْذُ أُصِيبَ بهذا المرضِ ترَك الصَّلاةَ رَغْمَ حِرْصِه عليها سابقًا، والسَّببُ هو إِحْساسُه بما قد ينزل منه ممَّا يُنقضُ الوضوءَ إِلى درجةِ أَنَّه رُكِّبَ له جِهازٌ لتصريف بعضِ ما قد يخرج منه دون أَنْ يتعرَّضَ جِسْمَهُ لشيءٍ منه، ولا يستطيع الاستغناءُ عن هذا الجِهازِ ولو لبِضْعِ دقائِقٍ ممَّا يجعل عمليَّةَ الوضوءِ بالنِّسْبة له أَمْرًا شِبْهَ مستحيلٍ، ولو صلَّى وهو بتلك الحالةِ لم يَخْلُ من الوَسَاوِسِ والشُّكوكِ في عدمِ قبولِ صلاتِه وعدمِ صِحَّتِها، وهذا ما جعله يترك الصَّلاةَ رَغْمَ حِرْصِه عليها وأَسَفِهِ على