تَرْكِها حتَّى إِنَّه أَحْيانًا يشعر بضيقٍ شديدٍ وتعاسةٍ
شديدةٍ تجعله يكرَه كلَّ شيءٍ، فبماذا تنصحونه نحوَ هذه الشُّكوك والوَسَاوِسِ ونحوَ
ما يجب عليه بالنِّسْبة للطَّهارة للصَّلاة؟
*
إِنَّ اللهَ سبحانه وتعالى أَوْجَبَ الصَّلاةَ على المسلمِ المكلَّفِ مادام عَقْلُه
ثابتًا ومادام إِدْراكُه صحيحًا، ولكنَّه يُصلِّي على حسَب حالِه واستطاعتِه؛ لقوله
تعالى: ﴿لَا
يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ﴾
[البقرة: 286]؛ ولقوله تعالى: ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ﴾
[التغابن: 16]، وقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ
فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ» ([1])
فالمريضُ يُصلِّي على حسَبِ حالِه كما قال صلى الله عليه وسلم: «يُصَلِّي
الْمَرِيضُ قَائِمًا إِنِ اسْتَطَاعَ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ صَلَّى قَاعِدًا، فَإِنْ
لَمْ يَسْتَطِعْ أَوْمَأَ وَجَعَلَ سُجُودَهُ أَخْفَضَ مِنْ رُكُوعِهِ، فَإِنْ لَمْ
يَسْتَطِعْ أَنْ يُصَلِّيَ قَاعِدًا صَلَّى عَلَى جَنْبِهِ الأَْيْمَنِ» ([2]).
والمسافرُ رخَّص اللهُ له في أَنْ يَقْصُرَ الصَّلاةَ وأَنْ يجمعَ بين الصَّلاتينِ إِذَا احْتاجَ إِلَى الجمع، فدلَّ هنا على أَنَّ الصَّلاةَ لا تسقط بحالٍ مِن الأَحْوال، وإِذَا كان المسلمُ يستطيع الطَّهارةَ بالماء، فإِنَّه يجب عليه أَنْ يتطهَّرَ بالماء للوضوءِ والغُسْلِ، وإِنْ كان لا يستطيع ذلك أَوْ لا يجد الماءَ فإِنَّه يتيمَّمُ بصعيدٍ طيِّبٍ؛ لقوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا قُمۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ فَٱغۡسِلُواْ وُجُوهَكُمۡ وَأَيۡدِيَكُمۡ إِلَى ٱلۡمَرَافِقِ وَٱمۡسَحُواْ بِرُءُوسِكُمۡ وَأَرۡجُلَكُمۡ إِلَى ٱلۡكَعۡبَيۡنِۚ وَإِن كُنتُمۡ جُنُبٗا فَٱطَّهَّرُواْۚ وَإِن كُنتُم مَّرۡضَىٰٓ أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوۡ جَآءَ أَحَدٞ مِّنكُم مِّنَ ٱلۡغَآئِطِ أَوۡ لَٰمَسۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَلَمۡ تَجِدُواْ مَآءٗ فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدٗا طَيِّبٗا فَٱمۡسَحُواْ بِوُجُوهِكُمۡ وَأَيۡدِيكُم مِّنۡهُۚ مَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيَجۡعَلَ
([1])أخرجه: البخاري رقم (7288)، ومسلم رقم (1337).