×
المنتقى من فتاوى الجزء الثاني

* وأَمَّا النَّومُ مِن الجالس؛ فإِنَّه لا يُؤَثِّرُ على وضوئِه، لكنْ ينبغي طَرْدُ النَّوم، والانتباهُ للخُطْبة، والاشتغالُ بالعبادة قبلَ الخُطْبة؛ كما ذَكَرْنا. والله أعلم.

هل الغَفْلةُ تَبْطُل الوضوءَ

س31- هل الغفلةُ تبطُل الوضوءَ؟ وهل يجب في هذه الحالةِ أَنْ يتوضَّأَ المسلمُ وضوءًا كاملاً؟

لا أَدْري ماذا يريد بالغفلة؟ هل يريد بها النَّوم؟ فإِنْ كان يريد النَّومَ؛ فإِنَّ النَّومَ ناقضٌ للوضوء؛ بشرطِ أَنْ يكونَ عميقًا، وعلامةُ العميق أَنْ يكونَ النَّائِمُ لا يحسُّ بنفسه لو أحْدَثَ، فإِذا نام الإِنْسانُ هذه النَّومةَ؛ فإِنَّ عليه أَنٍ يتوضَّأَ؛ لحديث صَفْوَانَ بنِ عَسَّالِ رضي الله عنه؛ قال: «أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا كُنَّا سَفَرًا أَنْ لاَ نَنْزِعَ خِفَافَنَا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ إلاَّ مِنْ جَنَابَةٍ، وَلَكِنْ مِنْ غَائِطٍ وَبَوْلٍ وَنَوْمٍ» ([1])، ولحديث: «الْعَيْنُ وِكَاءُ السَّهِ، فَإِذَا نَامَتِ الْعَيْنَانِ اسْتَطْلَقَ الْوِكَاءُ» ([2]).

فإِنْ كان السَّائِلُ يريد بالغفلة النَّومَ؛ فهذا جوابُه، لكنْ إِذَا كان النَّومُ خفيفًا يُحِسُّ بنفسه الإِنْسانُ لو أَحْدَثَ؛ فإِنَّه لا ينقض الوضوءَ، إِذا كان الإِنْسانُ جالسًا؛ لأَنَّ الأَساسَ كلَّه على العقل؛ عقَل الشَّيءَ وفَهِمَه.

أَمَّا إِذا كان يريد بالغفلة: الغفلةَ عن ذِكْر الله؛ فإِنَّ هذا لا ينقض الوضوءَ، ولكنَّ الذي ينبغي للإِنْسان أَنْ يُدِيمَ ذِكْرَ الله سبحانه وتعالى كلَّ وقتٍ.


الشرح

([1])أخرجه: الترمذي رقم (96)، والنسائي رقم (127)، وابن ماجه رقم (478).

([2])أخرجه: الدارمي رقم (749)، وأحمد رقم (16879)، والطبراني في الكبير رقم (875).