×
المنتقى من فتاوى الجزء الثاني

قال تعالى: ﴿إِنَّ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ لَأٓيَٰتٖ لِّأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ ١٩٠ ٱلَّذِينَ يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَٰمٗا وَقُعُودٗا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمۡ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ رَبَّنَا مَا خَلَقۡتَ هَٰذَا بَٰطِلٗا سُبۡحَٰنَكَ فَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ [آل عمران: 190- 191]، وذَوُو الأَلْبابِ هُمْ ذَوُو العقولِ.

حُكْمُ مَن يُعاني مِن خروج رِيحٍ بشكلٍ مستمرٍّ وخصوصًا بعد الوضوء

س32- أُعاني مِن خروج رِيحٍ بشكلٍ مستمرٍّ؛ فلا أَسْتطيع أَنْ أُصلِّيَ، وأُعِيدَ الوضوءَ أَكْثرَ مِن مرَّةٍ؛ فهل يكون حُكْمي حُكْم سَلِسِ البول؛ فلا أُعِيدُ الوضوءَ وأُتمُّ صلاتي من غير إِعادة الوضوء؟ وهلْ أُعِيدُ الصَّلاةَ السَّابقةَ التي فَسَدَ فيها الوضوءُ رغم أَنِّي صلَّيتُها؟

* إِذا خرج الرِّيحُ مِن الإِنْسان بصفةٍ مستمرَّةٍ، ولا يستطيع حَبْسُه؛ فإِنَّ حُكْمَه حُكْمُ مَن به سَلَسِ البول؛ يتوضَّأُ عندما يريد الصَّلاةَ، ثمَّ يُصلِّي في الحال، وصلاتُه صحيحةٌ، ولو خرج منه شيءٌ في أَثْناء الصَّلاة؛ لقوله تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ [البقرة: 286]، وهذا لا يستطيع أَكْثرَ من ذلك.

* وأَمَّا إِذَا كان خروجُ الرِّيْح منه ليس بصفةٍ مستمرَّةٍ؛ فهذا عليه أَنْ يُعيدَ الوضوءَ إِذا خرج منه شيءٌ، ويُعيدَ الصَّلاة التي صلاَّها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَقْبَلُ اللهُ صَلاَةَ أَحَدِكُمْ إِذَا أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ» ([1]).


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (6954)، ومسلم رقم (225).