حَتَّى يَتَوَضَّأَ» ([1])؛ ولأَنَّ اللهَ شرَط في هذه الآيةِ تقديمَ الطَّهارة بالماءِ
للصَّلاة بالصِّفة التي ذكرَها في هذه الآيةِ الكريمةِ على التَّيمُّم.
فهؤُلاءِ
الذين ذكرتَ أَنَّهم يُصلُّون بالتَّيمُّم دائِمًا، مادام أَنَّهم يفعلون هذا مِن غير
عُذْرٍ؛ فإِنَّ صلاتَهم غيرُ صحيحةٍ طِيْلَةَ هذه المُدَّة، وعلى المسلم أَنْ يتَّقيَ
اللهَ سبحانه وتعالى، وأَنْ يُؤَدِيَ ما أَوْجبَ اللهُ عليه على الوجهِ المشروعِ.
قال
النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الصَّعِيدَ طَهُورُ المُسْلِمِ، وَإِنْ لَمْ
يَجِدِ المَاءَ عَشْرَ سِنِينَ، فَإِذَا وَجَدَ المَاءَ فَلْيُمِسَّهُ بَشَرَتَهُ،
فَإِنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ» ([2])،
رواه أَحْمَدُ والتِّرْمِذِيُّ وصحَّحه.
مَن أَخَّرَ الصَّلاةَ لعدمِ وجودِ الماءِ وجهلاً بكيفيَّة التَّيمُّم
س75-
ذهبتُ في وقتٍ ما إِلى منطقةِ بعيدةِ لا يُوجَد فيها ماءٌ وحَانَ وقتُ الصَّلاة ولم
أُصلِّ، لأني لا أَعْرف كيفيَّةَ التَّيمُّم، فأَجَّلْتُ الصَّلاةَ إِلى أَنْ رَجَعْتُ
إِلى البيت فصلَّيْتُها بعد أَنْ توضَّأْتُ فهل عليَّ مِن ذلك إِثْمٌ؟
* لا يجوز تَأْخِيرُ الصَّلاة عن وقتِها؛ لأَنَّ اللهَ سبحانه وتعالى يقول: ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ﴾ [التغابن: 16] والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، يقول: «جُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا» ([3]) وفي روايةٍ «وَجُعِلَتْ لِيَ الأَْرْضُ طَيِّبَةً طَهُورًا وَمَسْجِدًا،
([1])أخرجه: البخاري رقم (6954)، ومسلم رقم (225).