×
المنتقى من فتاوى الجزء الثاني

حديثُ: «إِذَا سَجَدَ أَحَدُكُمْ فَلاَ يَبْرُكْ كَمَا يَبْرُكُ

 الْبَعِيرُ، وَلْيَضَعْ يَدَيْهِ قَبْلَ رُكْبَتَيْهِ»([1])

س142- قال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا سَجَدَ أَحَدُكُمْ؛ فَلاَ يَبْرُكُ كَمَا يَبْرُكُ الْبَعِيْرَ، وَلْيَضَعْ يَدَيْهِ قَبْلَ رُكْبَتَيْهِ» ([2])؛ نرجو شرحَ الحديث.

* نعم؛ هذا الحديثُ وَرَدَ عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وفيه النَّهْيُ عن مشابهة البعيرِ في الانْحِطَاطِ للسُّجود؛ بحيث إِنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أَرْشد المُصلِّي إِلى أَنْ يكونَ أَوَّلُ ما يضع على الأَرْض رُكْبَتَيْه، ثمَّ يَدَيْه، ثمَّ جَبْهَتَه وأَنْفَه، فيكون مرتبًا هكذا:

أَوَّلاً: يضع رُكبتَيْه على الأرض.

ثانيًا: يضع بعد ذلك يَدَيْه.

ثالثًا: بعد ذلك يضع جَبْهَتَه وأَنْفَه.

ولا يكون مشابهًا للبعير في بُروكه؛ فإِنَّ البعيرَ أَوَّلَ ما يهبط على الأرض يداه، ثم ركبتاه؛ فالمسلمُ المصلِّي يكون مخالفًا لبروك البعيرِ في صلاته؛ فالبعيرُ أَوَّلُ ما ينزل إِلى الأَرْض أَعْلاه، وأَمَّا المصلِّي؛ فأَوَّلُ ما ينزل إِلى الأرض أَسْفلُه شيئًا فشيئًا.

هكذا أَرْشد النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم المصلِّي أَنْ ينزلَ بالتَّدْريج، وأَمَّا عند النُّهوضِ مِن السُّجود؛ فعلى العكس، أَوَّلُ ما يرتفع مِن الإنسان أَعْلاه، فيرتفع رأْسُه، ثمَّ يداه، ثمَّ ركبتاه.


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (840)، والنسائي رقم (1091)، وأحمد رقم (8955).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (840)، والنسائي رقم (1091)، وأحمد رقم (8955).