وهذا الحديثُ مِن جملة أَحاديثٍ نُهينا فيها عن التَّشبُّه
بالحيوانات، نُهينا عن الالتفات في الصلاة كالتفات الثعلب، وعن نَقَرٍ كنَقَرِ الغُرَابِ،
وعن إِقْعاءَ كإِقْعاءِ الكلب، وافتراشٍ كافتراش السَّبُع، ورفعِ الأَيْدي عند السَّلام
كالخيل الشمس، ومن ذلك هذا الحديث الذي نُهينا فيه عن التَّشبُّه بالبعير في صلاتنا،
فنضع أَيْدينا على الأرض قبل الرُّكبتين.
*
وأَمَّا وُرُودِ الحديثِ باللَّفْظ الذي ذكره السَّائِلًُ:
«وَلْيَضَعْ يَدَيْهِ قَبْلَ رُكْبَتَيْهِ» ([1])؛
فهو وَهَمٌ مِن بعض الرُّواة؛ كما نبَّه على ذلك العلاَّمةُ ابْنُ القَيِّم في «زاد
المعاد»؛ لأَنَّ هذا اللَّفْظَ يخالف أَوَّلَ الحديث، وهو النَّهْيُ عن بروك كبُروك
البعير؛ فإِذا وضع يَدَيْه قبلَ رُكبتيه؛ فقد برك كما يبرك البعيرُ؛ فإِنَّ البعيرَ
إِنَّما يضع يَدَيْه أَوَّلاً، ولعلَّ أَصْلَ الحديثِ: «وَلْيَضَعْ رُكْبَتَيْهِ
قَبْلَ يَدَيْهِ»، فانقلب على بعض الرَّواة، فقال: «وَلْيَضَعْ يَدَيْهِ قَبْلَ
رُكْبَتَيْهِ».
حُكْمُ الحائِلِ الموجودِ أَحْيانًا
بينَ الجَبْهَةِ وموضعِ السُّجودِ
س143-
ما حُكْمُ الحائِلِ الموجودِ أَحيانًا بين الجَبْهَةِ وموضعِ السُّجود؟ وسواءٌ كان
شعرًا، أَوْ كان قَلَنْسِوَةً، أو ما أَشْبَهَ ذلك؟ وهلْ يدخل في ذلك النِّساءُ؟ أفتونا
غفر الله لكم.
* الأَفْضلُ أَنْ يباشرَ المصلِّي بأَعْضاءِ السُّجود، وإِذا سجد على حائِلٍ طاهرٍ؛ فلا بَأْسَ؛ ما لم يكن هذا الحائِلُ ممَّا يُشْبِهُ شِعارَ الرَّافضة؛ مِن
([1])أخرجه: أبو داود رقم (840)، والنسائي رقم (1091)، وأحمد رقم (8955).