يَجْهَرَ
به وأَنْ يُسِرَّ، قال تعالى: ﴿ٱدۡعُواْ رَبَّكُمۡ تَضَرُّعٗا وَخُفۡيَةًۚ﴾ [الأعراف: 55]، واللهُ سبحانه وتعالى
يعلم السِّرَّ وأَخْفى، فيجوز أَنْ تدعوَ جهرًا وأَنْ تدعوَ سرًّا؛ إلاَّ إِذا كان
الجهرُ يترتَّب عليه إِضْرارٌ بمَن حَوْلَكَ مِن النَّائِمين أَوِ المصلِّين أَوِ الذين
يقرؤُون القُرْآنَ الكريمَ؛ فإِنَّك تُسرُّ، أَوْ إِذا خِفْتَ على نفسك مِن الرِّياءِ
والسُّمْعَةِ؛ فإِنَّك تُسِرُّ في الدُّعاءِ؛ لأَنَّ هذا أَدْعَى للإِخْلاص.
والجَهْرُ
يُلاحَظُ أَنَّه ليس بصوتٍ جماعيٍّ كما يفعل بعضُ النَّاس، إِنَّما كلُّ إِنْسانٍ يدعو
لنفسه سرًّا وجهرًا، أَمَّا الدُّعاءُ الجماعيُّ؛ فهو مِن البِدَعِ.
*
وأَمَّا الذِّكْرُ بعد الصَّلاة؛ فإِنَّه مِن السُّنَّةِ الجَهْرُ
به، حسبما وَرَدَ في الأَحَاديثِ الصَّحيحةِ مِن أَنَّ الصَّحابةَ كانوا يجهرون بالذِّكْر
بعد الصَّلاة؛ بالتَّهْليل والاستغفارِ بعد السَّلام «الاستغفار ثلاثًا»، ثمَّ:
«اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ، وَمِنْكَ السَّلاَمُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلاَلِ
وَالإِْكْرَامِ» ([1])،
«لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ»
([2]).
إِلى آخر هذه الأَذْكارِ الواردةِ؛ يجهر بها، لكنْ على صفةٍ فَرْدِيَّةٍ، لا على صفةٍ
جماعيَّةٍ كما ذكرنا أَوَّلاً؛ فإِنَّ الذِّكْرَ الجماعيَّ هذا من المبتدعات، وإِنَّما
كلٌّ يذكر لنفسه، ويجهر بذلك بعد الصَّلاة.
حُكْمُ الاستغفارِ الجماعيِّ بعد الانتهاءِ مِن الصَّلاة
س168- لنا مسجدٌ نصلِّي فيه، وعندما ينتهي الجماعةُ مِن الصَّلاة؛ يقولون بصوتٍ جماعيٍّ: أَسْتغفرُ اللهَ العظيمَ وأَتوبُ إِلَيْهِ. هلْ هذا واردٌ
([1])أخرجه: مسلم رقم (591).