×
المنتقى من فتاوى الجزء الثاني

 عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ؟

* أَمَّا الاستغفارُ؛ فهو ثابتٌ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: «أَنَّه إِذا سلَّم؛ استغفرَ ثلاثًا قبلَ أَنْ يَنْصَرِفَ إِلى أَصْحابِه» ([1]).

* وأَمَّا الهَيْئَةُ التي ذكرها السَّائِلُ: بأَنْ يُؤَدَّى الاستغفارُ بأَصْواتٍ جماعيَّةٍ؛ فهذا بِدْعةٌ، لم يكنْ من هَدْيِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، بل كلٌّ يستغفر لنفسه؛ غيرَ مرتبطٍ بالآخرين، ومن غير صوتٍ جماعيٍّ، والصَّحابةُ كانوا يستغفرون فُرَادَى بغير صوتٍ جماعيٍّ، وكذا مَن بَعْدهُمْ مِن القُرون المفضَّلةِ.

فالاستغفارُ في حَدِّ ذاتِه سُنَّةٌ بعدَ السَّلام، لكنَّ الإِتْيانَ به بصوتٍ جماعيٍّ؛ هذا هو البِدْعةُ؛ فيجب تركُه والابتعادُ عنه.

حُكْمُ مَن يَخْترقُون الصُّفوفَ لكي يَصِلُوا إِلى

 الصَّفِّ الأَوَّلِ وهُمْ متأَخِّرون

س169- يُوجَدُ أُناسٌ لا يحضرون الصَّلاةَ إلاَّ متأَخِّرين، ومِن ثَمَّ يخترقون الصُّفوفَ إِلى الصَّفِّ الأَوَّلِ بزِحامٍ وقِلَّةِ احْتِرامٍ لمَن سبقوهم. فهل فِعْلُهم هذا جائِزٌ وما نصيحتُكم لهم؟ جزاكم الله خيرًا.

* يتعيَّن على المسلمين العِنايةُ بصفوف الصَّلاة، وإِكْمالُ الصَّفِّ الأَوَّلِ فالأَوَّلِ وسدَّ الفُرَجِ والخَلَلِ بينهما، كما أَرْشَدَ إِلى ذلك النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم.

* أَمَّا ما ذَكَرَهُ السَّائِلُ مِن أَنَّ أُناسًا يتخلَّلون الصُّفوفَ إِلى الصَّفِّ الأَوَّلِ فهذا إِذا كان في الصَّفِّ الأَوَّلِ فُرَجٌ لم تُسَدَّ، فإِنَّه لا حَرَجَ على


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (591).