فهذا يجب
عليه أن يُصلِّيَ ولا تسقط الصَّلاة عنه، ولكنَّه يُصلِّي على حسب حاله. فإِذا كان
يستطيع الوضوءُ بأَنْ يوضِّئُ نفسَه بيَدِهْ الصَّحيحةِ أَوْ يُوضِّئُه غيرُه ممَّن
يُعينُه على الوضوءِ، فإِنَّه يجب عليه ذلك، وإِذا كان لا يستطيع الوضوءَ بالماءِ فإِنَّه
يتيمَّمُ بالتُّراب، بأَنْ يضربَ على التُّراب بيَدِهِ الصَّحيحةِ ويمسحُ وَجْهَه ويمسحُ
على كَفَّيْه ولو بيَدٍ واحدةٍ ويُصلِّي لقوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا قُمۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ
فَٱغۡسِلُواْ وُجُوهَكُمۡ وَأَيۡدِيَكُمۡ إِلَى ٱلۡمَرَافِقِ وَٱمۡسَحُواْ
بِرُءُوسِكُمۡ وَأَرۡجُلَكُمۡ إِلَى ٱلۡكَعۡبَيۡنِۚ وَإِن كُنتُمۡ جُنُبٗا فَٱطَّهَّرُواْۚ وَإِن
كُنتُم مَّرۡضَىٰٓ أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوۡ جَآءَ أَحَدٞ مِّنكُم مِّنَ ٱلۡغَآئِطِ
أَوۡ لَٰمَسۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَلَمۡ تَجِدُواْ مَآءٗ فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدٗا طَيِّبٗا فَٱمۡسَحُواْ
بِوُجُوهِكُمۡ وَأَيۡدِيكُم مِّنۡهُۚ مَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيَجۡعَلَ عَلَيۡكُم
مِّنۡ حَرَجٖ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمۡ وَلِيُتِمَّ نِعۡمَتَهُۥ عَلَيۡكُمۡ
لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ﴾ [المائدة: 6]. وإِذا كان لا يستطيع أَنْ يتيمَّمَ بنفسه فيُيمِّمْهُ غيرُه،
بأَنْ يضربَ أَحدٌ أَوْليائِه أَوِ الحاضرين عندَهُ بيَدَيْهِ على التُّراب ويمسحُ
بهما وَجْهَهُ ويَدَيْهِ ويَنْوِي هو الطَّهارةَ بذلك، ويُصلِّي على حسب حاله جالسًا
أَوْ على جَنْبِه، ويُومئُ برَأْسِه للرُّكوع والسُّجودِ حسب الاستطاعة، فإِذا كان
لا يستطيع الإِيْماءَ برَأْسِه لأَجْل الشَّلَلِ الذي فيه، فإِنَّه يُومئُ بطَرْفِهِ
بالرُّكوع والسُّجودِ.
وهكذا فالدِّينُ يُسْرٌ ولله الحمدُ. لكنْ ليس معنى هذا أَنْ يتركَ الصَّلاةَ نَهائِيًّا، وإِنَّما يُصلِّيها على حسب حاله كما ذكرنا، ويجب عليه أَنْ يقضيَ الصَّلواتِ التي تَرَكَها بحسب استطاعته.