×
المنتقى من فتاوى الجزء الثاني

 ولهذا أَمَرَ الله نبيَّه صلى الله عليه وسلم أَنْ يستعيذَ مِن هذه الوَسْوَسَةِ، وأَنْزَلَ في ذلك سُورةً كاملةً.

قال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ ١ مَلِكِ ٱلنَّاسِ ٢ إِلَٰهِ ٱلنَّاسِ ٣ مِن شَرِّ ٱلۡوَسۡوَاسِ ٱلۡخَنَّاسِ ٤ ٱلَّذِي يُوَسۡوِسُ فِي صُدُورِ ٱلنَّاسِ ٥ مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ [الناس: 1- 6].

* فهذا الشَّيْطانُ له وَسْوَسَةٌ مع بَنِي آدَمَ، ويشتدُّ ذلك في حقِّ المُؤْمنين، ولكنْ يُعالَجُ بأَمْرَينِ:

1- أَنَّ المُؤْمنَ لا يَلْتَفِتُ لهذه الوَسْوَسَةِ، بلْ يَرْفُضُها رفضًا تامًّا؛ لأَنَّها مِن الشَّيْطانِ ولا تضرُّه.

2- أَنْ يشتغلَ بذِكْرِ الله سبحانه وتعالى؛ لأَنَّ المُؤْمنَ إِذا اشْتَغَلَ بذِكْرِ الله؛ ابْتَعَدَ عنه الشَّيْطانُ، ولهذا قال سبحانه وتعالى في حقِّه: ﴿ٱلۡوَسۡوَاسِ ٱلۡخَنَّاسِ [الناس: 4]؛ أَيْ أَنَّه يُوَسْوِسُ للعبد مع غَفْلَتِه عن ذِكْرِ الله، ويَخْنِسُ - أي: يَبْتَعِدُ - عنه عندما يَذْكُرُ العبدُ ربَّه عز وجل، ولهذا وصفه أَنَّه وَسْواسُ خنَّاس.

* والذي أُنْصِحُ به للسَّائِلة ولأَمْثالها أَنْ تعمل بِهاتَيْنِ الخَصْلتينِ، وهما:

أَوَّلاً: عدمُ الالتفات لهذه الوَسْوَسَة، وعدمُ الاكتراثِ بها والانفعالِ معها، ثم تزول بإِذْن الله؛ لأَنَّ الإِنْسانَ إِذا أَعْطاها اهتمامًا والْتَفَتَ إِليها؛ زَادَتْ وتمكَّن منه الشَّيْطانُ.

الثَّاني: الإِكْثارُ مِن ذِكْرِ الله سبحانه وتعالى، وتلاوةِ القُرْآنِ، والاستعاذةِ بالله مِن الشَّيْطانِ، وقراءَةِ آيةِ الكُرْسِيِّ والمعوذتين، وتكرارِ ذلك، وبهذا يزول بإِذْن الله.


الشرح