ولهذا أَمَرَ
الله نبيَّه صلى الله عليه وسلم أَنْ يستعيذَ مِن هذه الوَسْوَسَةِ، وأَنْزَلَ في ذلك
سُورةً كاملةً.
قال
تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ ١ مَلِكِ ٱلنَّاسِ ٢ إِلَٰهِ ٱلنَّاسِ ٣ مِن شَرِّ ٱلۡوَسۡوَاسِ ٱلۡخَنَّاسِ ٤ ٱلَّذِي يُوَسۡوِسُ فِي صُدُورِ ٱلنَّاسِ ٥ مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ﴾ [الناس:
1- 6].
*
فهذا الشَّيْطانُ له وَسْوَسَةٌ مع بَنِي آدَمَ، ويشتدُّ ذلك في حقِّ المُؤْمنين، ولكنْ
يُعالَجُ بأَمْرَينِ:
1-
أَنَّ المُؤْمنَ لا يَلْتَفِتُ لهذه الوَسْوَسَةِ، بلْ يَرْفُضُها رفضًا تامًّا؛ لأَنَّها
مِن الشَّيْطانِ ولا تضرُّه.
2-
أَنْ يشتغلَ بذِكْرِ الله سبحانه وتعالى؛ لأَنَّ المُؤْمنَ إِذا اشْتَغَلَ بذِكْرِ
الله؛ ابْتَعَدَ عنه الشَّيْطانُ، ولهذا قال سبحانه وتعالى في حقِّه: ﴿ٱلۡوَسۡوَاسِ ٱلۡخَنَّاسِ﴾
[الناس: 4]؛ أَيْ أَنَّه يُوَسْوِسُ للعبد مع غَفْلَتِه عن ذِكْرِ الله، ويَخْنِسُ
- أي: يَبْتَعِدُ - عنه عندما يَذْكُرُ العبدُ ربَّه عز وجل، ولهذا وصفه أَنَّه وَسْواسُ
خنَّاس.
*
والذي أُنْصِحُ به للسَّائِلة ولأَمْثالها أَنْ تعمل بِهاتَيْنِ الخَصْلتينِ، وهما:
أَوَّلاً:
عدمُ الالتفات لهذه الوَسْوَسَة، وعدمُ الاكتراثِ بها والانفعالِ معها، ثم تزول بإِذْن
الله؛ لأَنَّ الإِنْسانَ إِذا أَعْطاها اهتمامًا والْتَفَتَ إِليها؛ زَادَتْ وتمكَّن
منه الشَّيْطانُ.
الثَّاني:
الإِكْثارُ مِن ذِكْرِ الله سبحانه وتعالى، وتلاوةِ القُرْآنِ، والاستعاذةِ بالله مِن
الشَّيْطانِ، وقراءَةِ آيةِ الكُرْسِيِّ والمعوذتين، وتكرارِ ذلك، وبهذا يزول بإِذْن
الله.