الفَحْشاءِ
والمُنْكرِ، ويحصل بها على الفلاح، أَمَّا الذي يصلِّي صلاةً صُورِيَّةً؛ مِن غير حضور
قلبٍ ومِن غير خشوعٍ، قلبُه في وَادٍ وجِسْمُهُ في وَادٍ آخَرَ؛ فهذا لا يحصل مِن صلاته
على طائِلٍ.
حُكْمُ المُرُورِ بَيْنَ يَدَيْ المصلِّي
س175-
بعضُ النَّاس يصلِّي على باب المسجدِ النَّبويِّ أو المسجدِ الحرامِ مثلاً فلابدَّ
مِن مُرورِ النَّاس بَيْنَ يَدَيْهِ فهل يُؤَثِّرُ ذلك في صلاتِه؟ وهل عليه مَنْعُهُ
أَمْ لا؟
*
لا يُؤَثِّرُ هذا في صلاته، وليس له مَنْعُهم أَيْضًا،
لأَنَّ الحاجةَ تدعو إِلى المُرور لوجود الزَّحْمة وكثرةِ النَّاس والمصلِّين وفي مَنْعِ
النَّاس مِن المرور حَرَجٌ؛ لأَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يصلِّي في المسجدِ
الحرامِ والنَّاسُ يمرُّون بَيْنَ يَدَيْهِ ولم يَمْنَعْهم، فالمحلاَّتُ الضَّيِّقةُ
والمتزاحمةُ مثلُ الحرمين الشَّريفينِ والجوامعِ الكبارِ هذه لها خاصيَّةٌ للمشقَّة،
أَمَّا فيما عدا ذلك فإِنَّه لا يجوز المرورُ بين يَدَيْ المصلِّي، وللمصلِّي أَنْ
يمنعَ المارَّ بين يَدَيْهِ إِذا كان ليس أَمَامَهُ سِتْرَةٌ. أَمَّا مَن مرَّ مِن
وراءِ السِّتْرة - إِذا كان المصلِّي يصلِّي إِلى سِتْرةٍ - ومرَّ المارُّ مِن ورائِها،
فهذا أيضًا لا يُؤَثِّرُ عليه إِنَّما يمنع مَن مرَّ بَيْنَهُ وبين سِتْرتِه.
إِثْمُ مَن تعمَّد المرورَ بين يَدَيْ المصلِّي
س176-
ما جزاءُ مَن يَمُرُّ مِن أَمام المصلِّي إِذا تعمَّد ذلك أَوْ لم يتعمَّد، ومنهم الذين
يقطعون الصَّلاةَ إِذا مُرُّوا بين يَدَيْ المصلِّي؟
* المرور بين يدي المصلِّي حرامٌ شديدُ التَّحْريم، وقد قال