بعد تكبيرةِ الإِحْرام؛ لأَنَّ هذا مِن الاستفتاح الواردِ
عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فقد ثبت أَنَّه كان أَحْيانًا إِذا كبَّر تكبيرةَ
الإِحْرام يقول مستفتحًا: «وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضَ
حَنِيفًا، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلاَتِي، وَنُسُكِي، وَمَحْيَايَ،
وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا
مِنَ الْمُسْلِمِينَ» ([1]). فهذا مِن جُمْلة الاستفتاحات التي كان يستفتح بها رسولُ
الله صلى الله عليه وسلم صلاتَه بعد تكبيرةِ الإِحْرام، فمحلُّ هذا بعد تكبيرة الإِحْرام،
لا عند التَّوجُّه إِلى القِبْلة وقبلَ تكبيرة الإِحْرام.
التَّكبيرُ في الصَّلاة والقراءَةُ السِّريَّةُ والجهريَّةُ للرِّجال والنِّساءِ
س123-
أَرْجُو الإِفادةَ عن التَّكبيرة في الصَّلاة: هل فيها فرقٌ بين الرِّجال والنَّساءِ؟
وأَيْضًا القراءَةُ السَّريَّةُ والجهريَّةُ؟
*
التَّكبيرُ في الصَّلاة لا فرقَ فيه بين الرِجال والنِّساءِ: تكبيرة الإِحْرام
رُكْنٌ في حقِّ الرَّجل والمَرْأَةِ، وبقيَّةُ التَّكبيراتِ واجبةٌ في حقِّ الرَّجل
والمَرْأَةِ؛ لا فرقَ في ذلك، لكنَّ المَرْأَةَ لا ترفع صوتَها بالتَّكْبير إِذا كانت
بحضرةِ رِجالِ غيرِ محارمٍ.
* وأَمَّا القراءَةُ السِّريَّةُ والجهريَّةُ؛ فهي كذلك، لا فرقَ بين الرَّجل والمَرْأَةِ، صلاةُ اللَّيْل جهريَّةٌ، وصلاةُ النَّهارِ سِريَّةٌ؛ إلاَّ أَنَّ المَرْأَةَ إِذا كان عندها مَن يسمع صوتَها مِن الرِّجال؛ فإِنَّها تُسرُّ به ولا ترفعه خَشْيةَ الافْتِتان بصوتِها، أَمَّا إِذا كانتْ ليستْ بحضرة رِجالٍ؛ فلا بَأْسَ أَنْ تَجْهَرَ في صلاةِ اللَّيل.
([1])أخرجه: مسلم رقم (771).