×
المنتقى من فتاوى الجزء الثاني

 فإِنَّه يُصلِّيها ولا يتركها: إِمَّا بعد ارْتِفاع الشَّمْس؛ فهذا أَحْسنُ، وإِنْ صلاَّها بعد صلاة الفجر؛ فلا بَأْسَ في ذلك؛ «لأَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلاً يُصَلِّي بَعْدَ صَلاَةِ الْفَجْرِ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: إِنَّهُ يُصَلِّي رَاتِبَةَ الْفَجْرِ، وَلَمْ يَتَمَكَّنْ مِنْ فِعْلِهَا قَبْلَ الصَّلاَةِ، فَأَقَرَّهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى ذَلِكَ» ([1]).

وكذلك الرَّواتبُ الأُخْرى إِذا قضاها؛ مثلُ رَاتبةِ الظُّهْرِ التي قَبْلَها، إِذا قَضَاهَا بعدَ الظُّهْر؛ فهذا حسنٌ.

حُكْمُ مَن تَرَكَ السُّنَّةَ الرَّاتبةَ إِذا غَلَبَهُ النُّعاسُ أَوِ المَلَلُ

س206- في بعض الأَحيان وبعدما أُصلِّي أَكُونُ قَلِقًا أَوْ يَأْخُذُنِي النُّعاسُ أَوِ المَلَلُ فلا أُصلِّي السُّنَّةَ الرَّاتبةَ فهل عليَّ شيءٌ في ذلك؟

* ينبغي المحافظةُ على السُّنَنِ الرَّاتبةِ، لأَنَّها سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ، والإِنْسانُ إِذا مَالَ مع الكسلِ فإِنَّ الكسلَ يزيد، وأَمَّا النُّعاسُ فإِذا كان نعاسًا غالبًا بحيث إِنَّه يتغلَّب عليك في الصَّلاة ولا تدري ماذا تفعل فحِيْنَئِذٍ تنام.

* وأَمَّا إِذا كان مُجرَّدَ نُعاسٍ ضعيفٍ فإِنَّه لا ينبغي لك تركُ الرَّاتبة مع أَنَّ الرَّاتبةَ لا تَأْخُذُ منك وقتًا طويلاً فينبغي لك أَنْ تُحافِظَ عليها متى أَمْكَنَكَ ذلك.

حُكْمُ مَن كان يُصلِّي اللَّيلَ ويُطبِّقُ السُّنَنَ وأَخَذَ

 في التَّهاوُنِ تَدْرِيْجِيًّا حتَّى أَصْبَحَ لا يُصلِّيها

س207- كنتُ أُصلِّي اللَّيلَ وأُطبِّقُ السُّنَنَ، وأَخَذْتُ في التَّهاوُن تدريجيًّا، حتى أَصْبَحْتْ السُّنَنُ لا أُصلِّيها، وصِرْتُ أَعْمَلُ المعاصي


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (1267)، وابن ماجه رقم (1154)، وأحمد رقم (23760).