×
المنتقى من فتاوى الجزء الثاني

* وما دُمْتَ قضيتَ الصَّلواتِ التي تَرَكْتَها؛ فنرجو أَنَّ اللهَ سبحانه وتعالى يعفو عنك ويتقبَّلَ مِنْكَ، لكنْ في المستقبل أَنْصَحُ لك وللمسلمين أَنْ تَحْرِصُوا على الصَّلواتِ الخمسِ، وأَنْ تُؤَدُّوها في أَوْقاتِها على حسب أَحْوالِكم، والله تعالى أَعْلم.

حُكْمُ تَأْخيرُ صلاةِ الفجرِ إِلى طلوع الشَّمْس

س254- هل يجوز تَأْخيرُ صلاةِ الفجرِ إِلى طلوع الشَّمْس، مع أَنَّه قد نَوَى القيامَ للصَّلاة، ولكنَّه لم يَبْذُلِ الأَسْبابَ؟ وجزاكم الله خيرًا.

* لا يجوز تَأْخيرُ الصَّلاة عن وَقْتِها؛ لما يترتَّب على ذلك من الأَضْرار:

أَوَّلاً: أَنَّه يترتَّب عليه تَرْكُ الجماعة؛ فصلاةُ الجماعةِ واجبةٌ.

ثانيًا: أَنَّه أَخَّرها عن وَقْتِها، وتَأْخِيرُ الصَّلاة عن وَقْتِها حرامٌ، وربَّما لا تُقبل منه، وهذا تَضْيِيْعٌ للصَّلاة؛ قال تعالى: ﴿۞فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِۖ فَسَوۡفَ يَلۡقَوۡنَ غَيًّا [مريم: 59]، ومعنى أَضاعوا الصَّلاةَ: أَخَّروها عن وَقْتِها، وليس معناه أَنَّهم تَرَكُوها بالكُلِّيَّة؛ بدليلِ قولِه تعالى في الآيةِ الأُخْرى: ﴿فَوَيۡلٞ لِّلۡمُصَلِّينَ ٤ ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ [الماعون: 4- 5]، فسمَّاهم مصلِّين وتوعَّدهم لأَنَّهم ساهون عن صلاتِهم؛ بمعنى أَنَّهم يُؤَخِّرونها عن مواقيتها.

* فالواجبُ على المسلم أَنْ يقوم، وأَنْ يحضرَ صلاةَ الفجر؛ ليُصلِّي مع الجماعة، ثمَّ يذهب إِلى نومه أَوْ إِلى أَعْماله.


الشرح