حُكْمُ مَن يُؤَخِّر صلاتَه بسببِ عملِه في الجنديَّة
س255-
أَنَا عَسْكريٌّ فإِذا حان وقتُ الصَّلاةِ يبتدئُ الدَّوامُ فلا أَسْتطيع الصَّلاةَ،
وفي بعض الحالاتِ في بعض الأَيَّام حتَّى لو سَمَحَتِ الفُرْصَةُُ خوفًا من العواقبِ
فأَنَا لا أُؤَدِّيها في وقتها، وفي بعض الأَحيان تمرُّ عليَّ صلاةٌ أَوْ صلاتان لا
أُصلِّيها بسبب هذه الحالِ، فما الحُكْمُ في هذا؟ وكيف أُؤَدِّيها؟
*
على الحكوماتِ الإِسْلاميَّةِ: أَنْ تُراعِيَ أَحْكامَ الدِّين في
أَنْظِمَتِها، فتجعل للواجباتِ الدِّيْنيَّةِ مكانًا لا يُزاحِمُها غيرُها فيه، فمثلاً
الصَّلوات تجعل لها فُرْصةً تُؤَدَّى فيها في أَوْقاتِها؛ لأَنَّ اللهَ سبحانه وتعالى
أَمَرَ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُقِيْمَ الصَّلاةَ جماعةً حتَّى في حالة
الخوف ومقابلةِ العَدُّوِ قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا كُنتَ فِيهِمۡ فَأَقَمۡتَ لَهُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَلۡتَقُمۡ
طَآئِفَةٞ مِّنۡهُم مَّعَكَ وَلۡيَأۡخُذُوٓاْ أَسۡلِحَتَهُمۡۖ فَإِذَا سَجَدُواْ
فَلۡيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمۡ وَلۡتَأۡتِ طَآئِفَةٌ أُخۡرَىٰ لَمۡ يُصَلُّواْ
فَلۡيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلۡيَأۡخُذُواْ حِذۡرَهُمۡ وَأَسۡلِحَتَهُمۡۗ وَدَّ
ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوۡ تَغۡفُلُونَ عَنۡ أَسۡلِحَتِكُمۡ وَأَمۡتِعَتِكُمۡ
فَيَمِيلُونَ عَلَيۡكُم مَّيۡلَةٗ وَٰحِدَةٗۚ﴾ [النساء: 102]؛ وذلك لأَنَّ الصَّلاةَ أَكْبرُ عونٍ على
جهاد الأَعْداءِ وعلى الحصول على النَّصْر قال الله تعالى: ﴿وَٱسۡتَعِينُواْ
بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ﴾ [البقرة: 45]، فيجب على الحكوماتِ الإِسْلاميَّةِ
أَنْ تُراعِيَ هذا في أَنْظِمَتِها.
*
أَمَّا ما وَرَدَ في السُّؤَال: مِن أَنَّ هذا الرَّجلَ يشتغل
في الجنديَّة وقد يَأْتِي عليه وقتُ العمل لا يتمكَّن من أَداءِ الصَّلاة فيه فماذا
يعمل؟ نقول: أَوَّلاً يجب عليك أَنْ تُراعيَ الظُّروفَ والأَحْوالَ فإِذا كان
يدخل وقتُ الصَّلاة قبلَ بِدايةِ العمل فعليك أَنْ تُصلِّيَ قبلَ بِدايةِ العمل في
أَوَّلِ وقتِ