×
المنتقى من فتاوى الجزء الثاني

حُكْمُ أَخْذِ المرتَّب على الإِمامة

س268- أَنَا موظِّفٌ بمديريَّةِ الأَوْقاف بوظيفةِ مقيمِ شعائِرٍ دينيَّةٍ؛ بمعنى: أَنَّني أَقُومُ بالإِمامة وآخُذُ على ذلك مرتَّبًا؛ فهل هذا يجوز؟ مع العلم أَنَّه ليس لي مَصْدَرُ رِزْقٍ آخَرَ.

* لا بَأْسَ أَنْ تقومَ بالإِمامة وأَنْ تَأْخُذَ ما خُصِّص للإِمام مِن بيتِ المالِ من الإِعَانة؛ لأَنَّ هذا يُعينك على طاعة الله.

هذا إِذا لم يكنْ قصدُك طمعَ الدُّنْيا، وإِنَّما قصدُك ما عند الله سبحانه وتعالى، وتقوم بهذه الإِمامةِ رغبةً في الخير، وتَأْخُذُ هذه الإِعانةَ لأَجْلِ سَدِّ حاجتِكَ للتُفرِّغَ للإِمامة؛ فهذا لا حَرَجَ فيه، بلْ هو من الإِعانة على طاعة اللهِ عز وجل، والعِبْرةُ بالمقاصد.

* أَمَّا إِذا كان قصدُ الإِنْسان طمعَ الدُّنْيا، واتِّخاذ َالعبادةِ وأَعْمالَ الطَّاعةِ وسيلةً لتحصيل ِالدُّنيا؛ فهذا لا يجوز، وهو عملٌ باطلٌ.

قال تعالى: ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيۡهِمۡ أَعۡمَٰلَهُمۡ فِيهَا وَهُمۡ فِيهَا لَا يُبۡخَسُونَ ١٥ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَيۡسَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا ٱلنَّارُۖ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَٰطِلٞ مَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ [هود: 15- 16].

وعن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّه قال: «تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، تَعِسَ عَبْدُ الدِّرْهَمِ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وَإِذَا شِيكَ فَلاَ انْتَقَشَ» ([1]).

فلا يكون المُؤْمنُ في عمله وعبادتِه يقصد طمعَ الدُّنيا، وإِنَّما يقصدُ وجهَ الله سبحانه وتعالى، ويَأْخُذُ ما تيسَّر من الدُّنْيا للاستعانة بذلك على طاعة الله.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (2887).