حُكْمُ أَخْذِ المرتَّب على قراءَةِ القُرْآنِ والصَّلاةِ
كإِمامٍ
س269-
هل يجوز أَخْذُ أَجْرٍ على قراءَةِ القُرْآنِ وعلى الأَذانِ والصَّلاةِ كإِمامٍ أَوْ
لا يجوز ذلك؟
*
الإِمامُ يَشْغَلُ منصبًا دينيًّا عظيمًا، وإِذا كان منصبُه
دينيًّا؛ فإِنَّه لا يحلُّ له أَخْذُ الأُجْرة عليه؛ لأَنَّ أُمورَ الدِّينِ لا تجوز
المُؤَاجرة عليها.
وقد
سُئِلَ الإِمامُ أَحْمَدُ رحمه الله عن رجلٍ قال لقومٍ: لا أُصلِّي بكُمْ القيامَ في
رَمَضَانَ؛ إلاَّ بكَذَا وكَذَا! فقال رحمه الله: نعوذُ باللهِ، وَمَنْ يُصلِّي خَلْفَ
هذا؟!.
*
وأَمَّا أَخْذُ الرِّزْقِ من بيتِ المالِ على الإِمامة؛ فإِنَّ هذا لا بَأْسَ به؛
لأَنَّ بيتَ المال يصرف في مصالح المسلمين، ومِن مصالح المسلمين إِمَامَتُهم في مساجدهم،
فإِذا أُعْطِيَ شيئًا من بيت المال؛ فلا حَرَجَ عليه في قبوله، وليس هذا بأُجْرة.
* وكذلك لو قدر أَنَّ المسجدَ بَنَاهُ أَحَدُ المحسنين، وتكفَّل بجعل شيءٍ مِن ماله لهذا الإِمام؛ فإِنَّه لا بَأْسَ بأَخْذِهِ؛ لأَنَّ هذا ليس مِن باب المُؤَاجرة، ولكنَّه مِن باب المُكافَأَةِ، هذا إِذا لم يكنْ بين الإِمام وصاحبِ هذا المسجد اتِّفاقٌ وعقدٌ على شيءٍ معلومٍ من المال، وإِنَّما هذا الرَّجلُ يتبرَّع كلَّ فترة بكذا لهذا الإِمام، وهذا ليس من باب المُؤَاجرة في شيءٍ، وقراءَةُ القُرْآنِ والأَذَانِ كالإِمامةِ.