حُكْمُ الصَّلاةِ خلفَ الإِمامِ الذي لا يُتقِنُ القراءَةَ
ويَعْبَثُ بأُصْبُعِ يَدِهِ ويُحرِّك قَدَمَيْهِ
س266-
إِمامُ المسجد عندنا في الحارة يرتكبُ بعضَ الأَخْطاءِ أَثْناءَ
الصَّلاةِ، وهي أَخْطاءٌ لاصقةٌ به لا يتخلَّص منها، ومنها أَنَّه لا يقرأُ القُرْآنَ
الكريمَ جَيِّدًا بمعنى أَنَّه لا يُعطي كلَّ حرفٍ حقَّه، ولا يَقِفُ في الوقف بل يَقِفُ
في المنع، ويزداد هذا أَكْثرَ في رَمَضَانَ أَثْناءَ صلاةِ التَّراويح، ومِن الأَخْطاءِ
كذلك أَنَّه يَعْبَثُ بأَصَابعِ يَدِهِ ويُحرِّك قدميْه ولا يتركهما ثابتتينِ على الأَرْض!!
وسُؤَالُنا هل نَحْنُ على حقِّ عندما هَجَرْنَا المسجدَ ولم نَعُدْ نُصلِّي وراءَ هذا
الإِمامِ، أَمْ أَنَّ صلاتَنا وراءَه صحيحةٌ على الرَّغْم مِن هذه الأَخْطاءِ؟ ولا
تَنْسَ أَنَّه يكتب التَّمائِمَ للنَّاس بآياتٍ قُرْآنيَّةٍ؟
*
ممَّا لا شكَّ فيه أَنه ينبغي أَنْ يكونَ الإِمامُ على صفةٍ
لائِقةٍ من العلم ومن التَّقْوى، ومِن إِتْقانِ الصَّلاة، وأَنْ يكونَ قُدْوَةً حسنةً
يُقْتَدى به في الخير؛ لأَنَّ «الإِْمَامُ ضَامِنٌ»، كما في الحديث ([1])،
فهو يتولَّى مسئُوليَّةً عظيمةً، ويتولَّى أَداءَ فريضةٍ عظيمةٍ، ويقوم بعملٍ جليلٍ،
فينبغي أَنْ يكونَ على مُسْتَوًى جَيِّدٍ من العلمِ والعملِ.
كما أَنَّ عليه أَيْضًا أَنْ يهتمَّ بأَداءِ الصَّلاة على وجهها، ويَحْذَرُ مِن العَبَث في أَثْناءِ الصَّلاة لأَنَّ هذا أَمٌْر لا يليق بالمصلِّي عمومًا إِمَامًا أَوْ مَأْمومًا، والمصلِّي مطلوبٌ منه الخشوعُ في الصَّلاة والطَّمَأْنينةُ. قال تعالى: ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ١ قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ﴾ [المؤمنون: 1- 2]
([1])أخرجه: أبو داود رقم (517)، والترمذي رقم (207)، وأحمد رقم (7169).