حُكْمُ مَن يتكلَّم في المسجد بغير ذِكْرِ الله
س312-
ما حُكْمُ مَن يتكلَّم في المساجد بغيرِ ذِكْرِ الله؟
*
لا ينبغي أَنْ يتكلَّمَ المُصلِّي في المساجد بغير ذِكْرِ الله عز وجل وتلاوةِ القُرْآنِ،
وعليه أَنْ يَغْتَنِمَ الفُرْصَةَ، ويَعْمُرُ المسجدَ بذِكْرِ الله عز وجل وتلاوةِ
القرآن وبالصَّلاة.
قال
سبحانه وتعالى: ﴿فِي
بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ وَيُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ يُسَبِّحُ لَهُۥ
فِيهَا بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ ٣٦ رِجَالٞ
لَّا تُلۡهِيهِمۡ تِجَٰرَةٞ وَلَا بَيۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ
ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ يَخَافُونَ يَوۡمٗا تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلۡقُلُوبُ وَٱلۡأَبۡصَٰرُ﴾
[النور: 36- 37]، ويقول النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ المَسَاجِدَ إِنَّمَا
بُنِيَتْ لِذِكْرِ اللهِ عز وجل » ([1])،
أَوْ كما قال صلى الله عليه وسلم.
*
وإِذا احتاج إِلى أَنْ يتحدَّثَ في أَمْرٍ مباحٍ من أُمورِ الدُّنْيا؛
فلا حَرَجَ في ذلك، يُباح أَنْ يتحدَّثَ الإِنْسانُ في أَمْرٍ من أُمورِ الدُّنْيا
عند الحاجة إِلى ذلك، أَمَّا أَنْ يشغلَ وقتَه في غير حاجةٍ بالكلام الكثيرِ، كأَنَّه
في شارعٍ، أَوْ كأَنَّه في سوقٍ، أَوْ كأَنَّه في مَقْهى؛ فهذا لا يتناسب مع المساجد،
وإِذا أَراد الحديثَ في مثل هذه الأُمورِ؛ فليخرجْ إِلى الشَّارع أَوْ إِلى الأَماكن
المناسبةِ لمثلِ هذا.
*
أَمَّا إِذا كان الكلامُ مُحَرَّمًا؛ كالغِيْبة،
والنَّميمةِ، وغيرِ ذلك؛ فالأَمْرُ أَشَدُّ، وهذا حرامٌ في المسجد وغيرِه، ولكنَّه
في المسجد أَشَدُّ حُرْمَةٍ.
* فعلى المسلمين أَنْ يتنبَّهوا لذلك، وأَنْ يَغْتَنِمُوا وجودَهم في بيوت الله، فيَعْمُرُوْهَا بذِكْرِ الله، وأَنْ يشغلوا وقتَهم فيما فيه خيرُهم ونفعُهم.
([1])أخرجه: مسلم رقم (285).