×
المنتقى من فتاوى الجزء الثاني

الجماعة في المساجد وبعد ما ينتهي يعودون لمَا كانوا عليه من قبلُ مِن الإِهْمال، فهل صلاتُهم في رَمَضَانَ وصومُهم مقبولان أَمْ لا؟ وما هي نصيحتُكم لهؤُلاءِ النَّاس؟

* هذه ظاهرةٌ سيِّئَةٌ، وهي أَنَّ بعضَ النَّاس يُهْمِلُ الصَّلاةَ في سائِرِ السَّنة وإِذا جاءَ رَمَضَانُ فإِنَّه يَرْتَادُ المساجدَ ويكثر مِن تلاوةِ القُرْآنِ، فإِذا خرج رَمَضَانُ عاد إِلى حالتِه الأُوْلى من الإِهْمال والكسلِ وإِضاعتِه الصَّلاةَ، فهذا أَمْرُه خطيرٌ ولا ينفعه اجْتِهادُه في رَمَضَانَ؛ لأَنَّه لم يَبْنِ على أَساسٍ لأَنَّ المسلمَ المُؤْمنَ يعرف اللهَ جل وعلا في كلِّ عُمْرِهِ وفي كلِّ شهورِه ويطيع اللهَ عز وجل في كلِّ لحظاتِه، ويجتنَّب ما حرَّم اللهُ عليه ويُؤَدِّي ما فرض اللهُ عليه في كلِّ الشُّهور، فهو دائِمًا مع اللهِ سبحانه وتعالى لا يكون مضيعًا في أَحَدَ عَشَرَ شهرًا من السَّنة ويتوب ويُقبل في شهرٍ واحدٍ، فهذه توبة مؤقتة لا تجزئُ ولا تنفع لأَنَّ التَّوبةَ من شروطها الاستمرارُ على العمل الصَّالحِ، والإِقْلاعُ عن الذَّنْبِ، والعَزْمُ على أَنْ لا يعودَ إِليه مرَّةً أُخْرى.

وهذه الشُّروطُ مُنْتَفِيَةٌ في حقِّ هذا الشَّخصِ الذي لا يعرف اللهَ إلاَّ في رَمَضانَ، فهو لم يندمْ على ما فات ولم يَعْزِمْ على الصَّلاح في المستقبل ولم يُقْلِعْ عن الذُّنوب التي هو عليها، وإِنَّما تاب توبةً مُؤَقَّتَةً تنتهي بشهرٍ ولا ينفعه ولا تفيده فعلى المسلمين أَنْ ينتبِهوا لذلك وعلى العُصاة والمُذْنبين أَنْ يتوبوا إِلى الله توبةً نصوحًا وأَنْ يكون رَمَضَانُ إِنَّما هو مزيدٌ من الطَّاعة والخيرِ وليس هو محلُّ الطَّاعة فقط وما عداه يكون محلُّ الإِهْمال، وإِنَّما رَمَضَانُ زِيادةٌ في عُمْرِ المسلم يتزوَّد من الخير على ما سبق من أَيَّامِ عُمْرِه. هذه صفةُ المُؤْمنين، ولهذا كان السَّلفُ الصَّالحُ


الشرح