×
المنتقى من فتاوى الجزء الثاني

 إِذا جاءَ رَمَضَانُ لا يزيد من اجتهادهم، وإِذا خرج رَمَضَانُ لا ينقص من اجتهادهم، فهم دائِمًا في معاملةٍ حسنةٍ مع الله طولَ أَعْمارهم، لا يزيد رَمَضَانُ من اجتهادهم شيئًا ولا ينقص خروجُه من اجتهادهم شيئًا، هذه صفة المؤمنين لأَنَّهم يعبدون اللهَ عز وجل ولا يعبدون رَمَضَانَ، ويعرفون اللهَ عز وجل دائمًا ولا يعرفونه معرفةً مُؤَقَّتَةً برَمَضَانَ، وإِنَّما هذه ظاهرةٌ سيِّئَةٌ يجب على المسلم أَنْ يتجنبَها وأَنْ يَحْذَرَ منها ويجب على هؤُلاءِ أَنْ يتوبوا إِلى الله سبحانه وتعالى.

حُكْمُ الزَّواج من رجلٍ لا يُصلِّي ولا يصوم

س351- شابةٌ عربيَّةٌ مسلمةٌ تزوَّجتْ من رجلٍ لا تعرفه من قبلُ، كان يعمل بأَلْمانيا الغربيَّةِ، وطلب من أَبِيْها أَنْ تعيشَ معه، ووافقتْ هي على ذلك، وبعد أَنْ تمَّ الزَّواجُ؛ ذهبتْ معه إِلى أَلْمانيا، وخِلالَ حياتِها معه اكتشفتْ أَنَّه لا يُصلِّي ولا يصومُ، بل كان يُرْغِمُها على طبخِ طعامٍ له في نهار رَمَضَانَ؛ إِضافةً إِلى ارْتكابِ بعضِ المُنْكَراتِ الأُخْرى، وقد حاولتْ إِصْلاحَ شَأْنِه، لكنْ دون فائِدةٍ؛ ممَّا جعلها تطلب منه الطَّلاقَ، وفعلاً حصل لها ذلك، فتقول: هل هي على حقٍّ في طلبها الطَّلاقَ من هذا الزَّوجِ لذلك السبب؟ ثمَّ إِنَّها تقول: إِنَّها رجعتْ على بلجيكا مع بعض جيرانِها سابقًا، وهي تعمل هناك للإِنْفاق على نفسها وعلى والدِها الفقيرِ الحال، وهي تعيش بمفردها مع عَائِلَةٍ هناك، ولكنَّها تعيش معهم في المنزل فقط، أَمَّا أَكْلُها ونومُها فمنفردةٌ، وهم مَنَحُوها الحُرِّيَّةَ في ممارسة ما يَأْمُرُهَا به الدِّينُ مِن صلاةٍ وصيامٍ وغيرِه، ولكنَّها تَسْأَلُ عن بقائِها بمفردِها مع هذه العَائِلَةِ؛ هل فيه مخالفةٌ للدِّين؟ وكذلك الصَّلواتُ


الشرح