×
المنتقى من فتاوى الجزء الثاني

 وباذلين؛ فإِنَّه يجب عليك أَنْ تُزكِّيَها كلَّ عامٍ؛ سواءٌ قبضتَها أَوْ لم تَقْبِضْها، أَمَّا إِذا كانت على معسرين، وتخشى أَنْ لا تَأْتيَ ولا تحصل عليها؛ فإِنَّه لا يجب عليك زكاتُها؛ إلاَّ إِذا قبضتَها، وتُزكِّيها لعامٍ واحدٍ إِذا قبضتَها.

حُكْمُ إِعْطاءِ الزَّكاة لمَن يعمل عنده من العُمَّال

س408- أَنَا رجلٌ أَعْملُ في التِّجارة، وكلُّ سنةٍ في شهرِ رَمَضَانَ المباركِ أُزكِّي ما عندي من مالٍ، وعندي عُمَّاٌل يعملون معي براتبٍ شهريٍّ، فهل يجوز لي أَنْ أُعْطِيَهم زكاةَ مالي الذي أُخْرِجُه في كلِّ سنةٍ؟ أَمْ أُسلِّمَه إِلى جباة الزَّكاة التَّابعين للحكومة وهُمْ بدَوْرِهم يصرفونه في وجوهه؟ علمًا بأَنَّ هؤُلاءِ العُمَّال من النَّاس المتديِّنين حسبما يتَّضح لي منهم، ومن المحتاجين إِلى الزَّكاة، فهل يجوز أَنْ أَدْفَعَها إِليهم؟ أَوْ إِذا بعثتُها بواسطة شيك على أَحَدِ المصارف في بلادهم إِلى أَهْلِهِم هل يصحُّ ذلك أَمْ لابدَّ من إِخْراجِها نقدًا؟

* الزَّكاةُ أَمْرُها عظيمٌ وهي قرينةُ الصَّلاة في كتابِ اللهِ عز وجل، وهي الرُّكْنُ الثَّالثُ من أَرْكانِ الإِسْلام، واللهُ تعالى بيَّن مصارفَها بنفسِه وحدَّدها، وذلك ممَّا يدلُّ على أَهْمِيَتِها ومكانتِها في الإِسْلام.

* أَمَّا ما سَأَلْتَ عنه من حُكْمِ دَفْعِها إِلى العُمَّال الذين يعملون لديك وهُمْ أَهْلُ طاعةٍ كما ذكرتَ وأَهْلُ استقامةٍ وهُمْ فقراءُ أَيْضًا، فالجوابُ: أَنَّ الزَّكاةَ لا حظَّ فيها لغنيٍّ ولا لقويٍّ مكتسبٍّ، فما دام أَنَّ هؤُلاءِ العُمَّالِ عندهم قُدْرةٌ على الاكتسابِ وكسبِهم يكفيهم فلا يجوز دَفْعَ الزَّكاة إِليهم؛ لأَنَّ قُدْرَتَهم على الاكتسابِ وتحصيلِهم ما يكفيهم


الشرح