×
المنتقى من فتاوى الجزء الثاني

 العبادة وكذلك الدُّعاءُ والخوفُ والرَّجاءُ فإِنَّ كثيرًا من المشركين يتقرَّبون إِلى الأَصْنام ومعبوداتِهم بهذه الأَشْياءِ بخلاف الصَّوم فما ذُكِرَ أَنَّ المشركين كانوا يصومون لأَوْثانِهم ولمعبوداتِهم، فالصَّومُ إِنَّما هو خاصٌّ للهِ عز وجل فعلى هذا يكون معنى قوله: «الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ» أَنَّه لا يدخله شِرْكٌ لأَنَّه لم يكن المشركون يتقرَّبون به إِلى أَوْثانِهم وإِنَّما يُتقرَّب بالصَّوم إِلى اللهِ عز وجل.

الحِكْمةُ من مشروعيَّة الصِّيام وبيانُ عددِ سنواتِ

صِيامِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وبيانُ معنى: «أَفْطَرَ الحَاجِمُ

وَالمَحْجُومُ» ([1])، وحديث: «صُومُوا تَصِحُّوا»([2])

س412- ما الحِكْمةُ من مشروعيَّةِ الصِّيام؟ وكم صام النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ؟ وأَيْضًا ما معنى: «أَفْطَرَ الحَاجِمُ وَالمَحْجُومُ»؟ وهل حديث: «صُومُوا تَصِحُّوا» حديث صحيح أم لا؟

* الصِّيامُ فيه حِكَمٌ عظيمةٌ منها: ما ذكَره اللهُ في قوله: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ [البقرة: 183]. فبيّن سبحانه وتعالى أَنَّ الصِّيامَ سببٌ لحصول التَّقْوى، والتَّقْوى مزيَّةٌ عظيمةٌ وهي جماعُ الخيرِ.

* فالصَّائِمُ يكتسب التقوى والصِّيامُ يجلب التقوى للعبد؛ لأَنَّه إِذا صام فإِنَّه يتربَّى على العبادة ويَتَروَّضُ على المشقَّة وعلى تركِ المَأْلوفِ وعلى تركِ الشَّهْواتِ، وينتصر على نفسِه الأَمَّارةِ بالسُّوءِ


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (2367)، وابن ماجه رقم (1680)، وأحمد رقم (22371).

([2])أخرجه: الطبراني في الأوسط رقم (8312).