×
المنتقى من فتاوى الجزء الثاني

 خوفًا من الوقوع في ذنبٍ أَكْبرَ منه، فماذا عليَّ أَنْ أَفْعلَ، أَفيدونا أفادكم الله؟

* يجب على المسلم أَنْ يحفظ صومَه ممَّا يُفسده؛ لأَنَّ صومَ شهرِ رَمَضانَ هو أَحَدُ أَرْكان الإِسْلام وقد قال الله تعالى: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ [البقرة: 185] وقد أَبَاحَ اللهُ مباشرةَ الزَّوجة والأَكْلِ والشُّرْبِ في ليل الصِّيام إِلى طلوع الفجرِ الثَّاني قال تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمۡ لَيۡلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمۡۚ [البقرة: 187]، إلى قوله تعالى: ﴿فَٱلۡـَٰٔنَ بَٰشِرُوهُنَّ وَٱبۡتَغُواْ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡۚ وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ[البقرة: 187].

والاستمناءُ باليَدِ المسمَّى بالعادةِ السِّرِّيةِ لا يجوز مطلقًا لا في وقت الصِّيام ولا في وقت الإِفْطار؛ لأَنَّه استمتاعٌ بغير ما أَبَاحَ اللهُ الاستمتاعَ به من الزَّوجة ومِلْكِ اليمين، قال الله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِفُرُوجِهِمۡ حَٰفِظُونَ ٥ إِلَّا عَلَىٰٓ أَزۡوَٰجِهِمۡ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ فَإِنَّهُمۡ غَيۡرُ مَلُومِينَ ٦ فَمَنِ ٱبۡتَغَىٰ وَرَآءَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡعَادُونَ [المؤمنون: 5- 7]، والاستمناءُ باليَدِ ممَّا وراءَ ذلك فهو عُدْوانٌ محرَّمٌ، ومَن فَعَلَه وهو صَائِمٌ في رَمَضانَ فإِنَّه مع كونه فَعَلَ محرَّمًا وأَثِمَ فإِنَّه مع ذلك يُفسد صومَه، فيجب عليه التَّوبةُ من ذلك والاستغفارُ ممَّا فَعَلَ وعليه قضاءُ ذلك اليوم الذي مَارَسَ فيه تلك العادةَ السَّيِّئَةَ، وإِنْ كان هذا الفعلُ وقع في رَمَضَانَ سابقٍ قبل رَمَضانَ تلك السَّنة، فعليه مع القضاءِ إِطْعامُ مسكينٍ نِصْفَ صاعٍ من الطَّعام كفارةً عن تَأْخيرِ القضاءِ.

وقولُ السَّائِلِ: إِنَّه فعَل ذلك خوفًا من الوقوع في ذنبٍ أَكْبرَ من ذلك هو اعترافٌ منه بأَنَّ الاستمناءَ باليَدِ «العادة السرية» ذنبٌ ومحرَّمٌ فهو


الشرح