ليس جاهلاً
بالحُكْم، وخوفُه لا يُبرِّرُ له ذلك، ولكن عليه أَنْ يتجنَّبَ الذُّنوبَ كلَّها، ويحافظَ
على صيامه.
حُكْمُ من يتلفَّظ بأَلْفاظٍ نابيةٍ وهو صائِمٌ
س454-
أَثْناءَ قِيادةِ بعضِ النَّاس لسياراتهم وهم صائِمون في رَمَضَانَ، ومع اشتداد الازْدحام
يتلفَّظون بأَلْفاظٍ نابيةٍ تصل إِلى حدِّ السِّباب والشَّتيمةِ لغيرهم، فما حُكْمُ
صيامِ هؤُلاءِ؟
* أَمَّا الصِّيامُ فهو صحيحٌ، وذلك لأَنَّ الأَقْوالَ المحرَّمةَ والأَفْعالَ المحرَّمةَ لا تُبطل الصَّومَ ولكنَّها لا شكَّ تنقصُه وتُضيع فائِدتَه وثمرتَه، فإِنَّ المقصودَ من الصَّوم تقوى اللهِ عز وجل كما قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 183]، فبيَّن اللهُ الحِكْمةَ من فرض الصِّيام علينا وهي حصولُ تقوى اللهِ عز وجل، وقال النَّبيُ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ» ([1])، بلْ أَمَرَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم الصَّائِمَ إِذا شَاتَمَه أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَه أَنْ يقولَ: «إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ» ([2])حتى يَرْتَدِعَ السَّابُّ والشَّاتمُ، وحتى يعلمَ أَنَّ هذا الصَّائِمَ لم يترك الرَّدَّ عليه عجزًا عنه ولكن وَرَعًا وتقوىً للهِ عز وجل لأَنَّه صَائِمٌ، والواجبُ على الصَّائِمِ وغيرِه الصَّبْرُ والتَّحمُّلُ وأَلاَّ تُثيرَه الأُمورُ المخالفةُ لمَا تشتهيه نفسُه.
([1])أخرجه: البخاري رقم (1903).