×
المنتقى من فتاوى الجزء الثاني

يجب أَنْ يبتعدَ عن أَشْياءَ كثيرةٍ منها أَشْياءُ تُفْسِدُ صيامَه ومنها أَشْياءُ تُنْقِصُ ثوابَه أَوْ تُبطل ثوابَه ولا تُفسد الصِّيامَ.

* أَمَّا التي تُفسد الصِّيامَ ويلزمه القضاءُ فيها فمثلُ الأَكْل والشُّرْبِ متعمِّدًا، ومثل الجِماع، وكذلك ما في حُكْم الأَكْل والشُّرْبِ مِن تعاطي الأَدْويَةِ والإِبَر التي تَصِلُ إِلى جوفه وتسير في عُروقه، فإِنَّ هذا في حُكْمِ الأَكْل والشُّرْبِ يُفسد صيامَه، كذلك التَّقيُّؤُ والاستفراغُ متعمِّدًا يُفسد الصِّيامَ، واستخراجُ الدَّم الكثيرِ بالحِجامة أَوْ الفَصْدِ أَوْ سَحْبِ الدَّمِ للتبرُّع به أَوْ لإِسْعافِ مريضٍ، فهذا أَيْضًا ممَّا يُفسد الصِّيامَ ويلزم القضاءُ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في الحجامة: «أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ» ([1]).

فهذه أُمورٌ إِذا تعاطاها الإِنْسانُ فإِنَّها تُفسد صيامَه ويلزمه قضاءُ ذلك اليوم الذي أَفْسده بها.

وهناك أَشْياءٌ محرَّمةٌ على الصَّائِم وتُنقص ثوابَه أَوْ تُبطل ثوابَه لكنَّه لا يُؤْمَرُ بالقضاءِ مثلُ الغِيْبةِ والنَّمِيمةِ وقولِ الزُّور والشَّتْمِ والكَذِبِ وغيرِ ذلك من الأُمورِ المحرَّمةِ، وكذلك النَّظرُ المحرَّمُ واستماعُ الأَشْياءِ المحرَّمةِ كاستماع الملاهي والأَغاني المزاميرِ وغيرِ ذلك، كلُّ هذا ممَّا يُؤَثِّر على الصَّائِم ولكنَّه لا يُؤْمَرُ بالقضاءِ لأَنَّ هذه المُفْطراتِ معنويَّةٌ وليست مُفْطراتٍ حِسِّيَّةٌ.

حُكْمُ الكُحْل في العينين والصَّابونِ والقطراتِ

الطِّبِّيَّة في نهارِ رَمَضَانَ

س434- هل الكُحْلُ في العينين أَوِ الصَّابون أَوِ القطراتِ الطِّبِّيَّة أَثْناءَ الصِّيام تُؤَثِّرُ على صِحَّتِه أَمْ لا؟


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (2367)، وابن ماجه رقم (1680)، وأحمد رقم (22371).