الأَنْف أَوْ
عن أَيِّ طريقٍ وَصَلَ إِلى جوفه غيرِ إِحْلِيْلِه أَوْ إِلى حَلْقِه أَنَّه يُفطر
بذلك، والقطرةُ في العين والسُّعوطُ في الأَنْف والبخاخ الذي يُؤْخَذُ في الحَلْق أَوْ
في الأَنْف هذه أَيْضًا تصِل إِلى الحلقِ وتذهب إِلى المَعِدَةِ؛ فيحصل بها الإِفْطارُ
على ما ذكره الفقهاء، وعلى المسلم الاحتياطُ لدِيْنِه وتركِ ما فيه رِيْبَةٌ؛ لقوله
صلى الله عليه وسلم: «دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ» ([1]).
حُكْمُ اسْتِعْمالِ السِّواكِ في نهار رَمَضَانَ
س436-
يَسْأَلُ عن استعمال السِّواك في رَمَضانَ؟
*
لا شكَّ أَنَّ السِّواكَ سُنَّةٌ نبويَّةٌ مرغوبٌ فيها،
وفيها فضلٌ عظيمٌ، وهي ثابتةٌ من فِعْلِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وقولِه؛ فينبغي
المحافظةُ على هذه السُّنَّةِ، واستعمالِ السِّواك، لا سيَّما عند الحاجة إِليه، أَوْ
في المواطنِ التي يُشرع فيها؛ كالسِّواك قبلَ الوضوءِ، والسِّواكِ عند الصَّلاة، وعند
تلاوة القرآن، وعند تغيُّرِ رَائِحَةِ الفَمِ، وعند القيامِ من النَّوم؛ كما كان النَّبيُّ
صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك؛ هذه أُمورٌ يتأَكَّد فيها السِّواكُ.
* وهو مسنونٌ في كلِّ وقتٍ، والصَّائِمُ يُستحبُّ له السِّواكُ كغيرِه، والصَّحيحُ أَنَّه يستاك في كلِّ اليوم، يُستحبُّ له أَنْ يستاكَ في أَوَّل النَّهارِ وفي آخِرِه، وما وَرَدَ أَنَّه لا يُستاك في آخرِ النَّهار؛ فإِنَّه لم يَثْبُتْ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، بل الثَّابتُ عنه ما قاله بعضُ أَصْحابِه: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَا لاَ أُحْصِي يَتَسَوَّكُ وَهُوَ صَائِمٌ» ([2]).
([1])أخرجه: الترمذي رقم (2518)، والنسائي رقم (5711)، وأحمد رقم (1723).