ما تمكَّن
من ذلك، حتَّى ولو في آخِرِ عُمْرِه، يجب عليه أَنْ يقضيَ، فلا يسقط القضاءُ عنه ولا
تبرأُ ذِمَّتُه حتَّى يقضي؛ لأَنَّه حقٌّ للهِ عز وجل مطلوبٌ قضاؤُه، والنَّبيُّ صلى
الله عليه وسلم يقول: «اقْضُوا اللَّهَ فَاللَّهُ أَحَقُّ بالقَضَاءِ» ([1])، ويجب مع القضاءِ أَنْ تُطْعِمَ مع كلِّ يومٍ مسكينًا عن
التَّأْخير الذي حصل؛ يعني: تُطْعِمُ عن كلِّ يومٍ مسكينًا، تقضي عددَ الأَيَّام التي
عليها؛ فالإِطْعامُ عن التَّأْخير، والقضاءُ من أَجلُّ إِبْراءِ الذِّمَّة عن رُكْنٍ
من أَرْكانِ الإِسْلام، وهو صيامُ رَمَضَانَ.
كيفيَّةُ قضاءِ صيامِ السِّنين السَّابقةِ
س507-
لم أَصُمْ شهرَ رَمَضَانَ في الماضي، أَمَّا السَّنةُ الماضيةُ؛ فصُمْتُه كاملاً، حتَّى
وأَنَا مسافرٌ سفرًا طويلاً؛ كيف أَقْضي الأَشْهُرَ التي لم أَصُمْها من السِّنين السَّابقةِ؟
هل أَصُومُ كلَّ شهرٍ أَوْ أَطْعَمَ ستِّين مسكينًا؟ وأُرِيْدُ أَنْ أَصُومَ هذه السَّنة،
حتَّى ولو ثلاثةَ أَشْهُرٍ؛ فهل هذا صحيحٌ؟ وهل يكون الصَّومُ متتابعًا أو منقطعًا؟
*
هذا فيه تفصيلٌ؛ فإِذا كنت في حال تركِكِ للصِّيام تاركًا للصَّلاة؛
فإِنَّه ليس عليكِ صيامٌ فيما مضى؛ لأَنَّك لم تكنْ على الإِسْلام بتركِك للصَّلاة،
ولو صُمت؛ لم يصحَّ صومُك وأَنْت لا تُصلِّي.
* أَمَّا بعد التَّوبة إِلى اللهِ عز وجل: إِذا حافظتَ على الصَّلاة؛ كنت مسلمًا، ويجب عليك الصِّيامُ وسائِرُ الشَّرائِعُ الإِسْلاميَّةُ الواجبةُ، فما تركتِه من الصَّوم بعد التَّوبة وبعد المحافظةِ على الصَّلاة؛ فإِنَّ الواجبَ
([1])أخرجه: البخاري رقم (1852).