حُكْمُ مَن ماتتْ وهي مختلَّةٌ عقليًا وعليها صيامٌ
وصلاةٌ
س512-
والدتي يرحمها الله مرضتْ قبل وفاتها مرضًا شديدًا إِثْرَ سقوطِها على رَأْسِها سقوطًا
شديدًا أَدَّى إِلى إِصابتها باختلال عقليٍّ لمدَّة سنةٍ كاملةٍ، ولذا لم تستطعْ أَداءَ
فريضتيْ الصِّيامِ والصَّلاةِ؛ فأَرْجُو إفادتي: هل يجب عليَّ أَنْ أَقُومَ بالقضاءِ
عنها، أَوِ الكفَّارةِ، أَوْ أَيِّ عملٍ آخَرَ ترشدونني إِليه؟ حفظكم الله وسدَّد خطاكم.
*
إِذا كانتْ بالصِّفة التي ذكَرتْ بأَنَّها مختلَّةُ العقلِ والشُّعور بسبب الإِصابة؛
فهذه لا صيامَ عليها ولا تكليفَ عليها؛ لأَنَّها زائِلةُ العقل، والعبادةُ إِنَّما
تجب على العاقلِ البالغِ؛ فلا صيامَ على هذه المصابةِ التي ماتتْ بإِصابتِها وهي مختلَّةُ
العقلِ وزَائِلةُ الشُّعور.
*
أَمَّا إِذا كان معها عقلُها ومعها شُعورُها، ولكنَّها أَتَتْ
عليها الإِصابةُ حتَّى ماتت؛ فإِنَّ الصِّيامَ لا يسقط عنها؛ فإِذا كان لها تَرِكَةٌ؛
فإِنَّه يُخْرَجُ من تَرِكَتِها كفَّارَةُ إِطْعامِ مسكينٍ عن كلِّ يومٍ من الأَيَّام
التي تركتَها، وإِنْ تبرَّع أَحَدٌ مِن أَقاربِها وأَطْعَمَ عنها أَوْ صَامَ عنها؛
فإِنَّه يُرجى أَنْ ينفعَها ذلك.
حُكْمُ من تُوُفِّيَ ولم يَصُمْ لمرضٍ شديدٍ أَصَابَه
س513- والدي كان قد أُصِيْبَ بشللٍ كُلِّيٍ قبل دخول شهر رَمَضَانَ الماضي - أعاذنا اللهُ وإِيَّاكم من هذا المرضِ ومن غيره - وقد دخل عليه ذلك الشَّهْرُ وهو يُعاني من مَرَضِه ولم يستطعْ صيامَه لشدة المرض الذي أَلَمَّ به إِلى أَنْ تُوُفِّيَ، فهل تجب على والدي كفَّارةٌ لإِفْطاره هذا