حُكْمُ من لا يُصلِّي ولا يصوم بسبب مرضٍ
شديدٍ
س495-
لدينا رجلٌ مصابٌ بمرضٍ شديدٍ مُنْذُ أَرْبعِ سنواتٍ ولا يُصلِّي ولا يستطيع الصَّومَ
طوالَ هذه الفترة، فماذا عليه مقابلُ الصَّلاة والصِّيام؟
*
أَوَّلاً: الصَّلاةُ بالنِّسبةِ للمريض لا تسقط بحال، مادام عقلُه
موجودًا، لكنَّه يُصلِّي على حسبِ حالِه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم للمريض: «صَلِّ
قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْب»
([1])،
فالمريضُ يُصلِّي على حسبِ حالِه، وإِذا كان يستطيع الطَّهارةَ بالماءِ فإِنَّه يتطهَّر
بالماءِ، وإِذا كان لا يستطيع ذلك للمرض فإِنَّه يتيمَّم بالتُّراب؛ لقوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ إِذَا قُمۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ فَٱغۡسِلُواْ وُجُوهَكُمۡ
وَأَيۡدِيَكُمۡ إِلَى ٱلۡمَرَافِقِ﴾ [المائدة: 6]، إلى قوله: ﴿وَإِن كُنتُم مَّرۡضَىٰٓ
أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوۡ جَآءَ أَحَدٞ مِّنكُم مِّنَ ٱلۡغَآئِطِ أَوۡ
لَٰمَسۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَلَمۡ تَجِدُواْ مَآءٗ فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدٗا طَيِّبٗا﴾ [المائدة: 6]، فذكَر اللهُ أَنَّ المرضَ من جُمْلة الأَعْذار
في تركِ الطَّهارة بالماءِ والتَّطهُّرِ بَدَلَه بالتُّراب تخفيفًا من الله سبحانه
وتعالى، فدلَّ على أَنَّ المريضَ لا تسقط عنه الصَّلاةُ بحالٍ مادام عاقلاً، فتركُه
للصَّلاة في الفترة التي ذكَر خَطَأٌ وعليه أَنْ يقضيَها.
* أَمَّا قضيَّةُ الصِّيام: فاللهُ رخص للمريض أَنْ يُفْطِرَ وأَنْ يصومَ من أَيَّامٍ أُخَرَ، فإِذا كان هذا المرضُ الذي أَفْطَرَ من أَجْلِه يُرجى زوالُه، فإِنَّه يقضي متى زال عنه ذلك ولو تَأَخَّرَ لعدَّة سنين، فمتى شُفِّيَ، فإِنَّه يقضي
([1])أخرجه: البخاري رقم (1117).