من ذي الحِجَّة؛
لأَنَّه من أَيَّام التَّشْريق، «وقد نهى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عن صيامِها
من غيرِ دَمِ مُتْعَةٍ أَوْ قِرَانٍ» ([1]).
والمستحبُّ
صيامُ ثلاثةِ أَيَّامٍ من كلِّ شهرٍ، ولا يتعيَّن أَنْ تكونَ أَيَّامَ البِيْض، وإِنَّما
جَعْلُها في أَيَّامَ البِيْض أَفْضلُ إِذا لم يصادفْ نهيًا؛ كهذه الحالةِ.
حثُّ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم على صيام الأَيَّامِ البِيْضِ وثلاثةِ
أَيَّامٍ آخر من كلِّ شهرٍ
س549-
من المعلوم أَنَّ الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم حثَّ على
صيام الأَيَّامِ البِيْضِ، وصيامٍ من كلِّ شهرٍ ثلاثِ أَيَّامٍ؛ فكيف نجمع بينهما؟
هل نصوم سِتَّةَ أَيَّامٍ أم ثلاثة؟ وجزاكم الله خيرًا.
*
نعم؛ قد حثَّ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم على صيام ثلاثةِ
أَيَّامٍ من كلِّ شهرٍ، وحثَّ على صيامِ أَيَّامِ البِيضِ، وهي اليومُ الثَّالث عشر
والرَّابعُ عشر والخامسُ عشر من الشَّهر، وسُمِّيَتْ أَيَّامُ البِيض؛ لبياضِ لياليها
بالقمر.
*
وقد اختلف العلماءُ في الجمع بين الحديثين الواردينِ في فضلِ صيامِ هذه الأَيَّامِ:
فقيل:
المرادُ أَنَّ الأَفضلَ أَنْ يجعلَ هذه الثَّلاثةَ في أَيَّامِ البِيض، وإِنْ صامها
في غيرها من الشَّهْر؛ فلا بَأْسَ.
وقيل: إِنَّ المرادَ أَنْ يصومَ ثلاثةَ أَيَّامٍ من كلِّ شهر، ويصوم أَيَّامَ البِيض أَيْضًا، فيكون المجموعُ سِتَّةُ أَيَّامٍ من الشَّهر. والأَوَّل أَرْجحُ، والله أَعْلم؛ لأَنَّ من صام أَيَّامَ البِيْض؛ فقد صام ثلاثةَ أَيَّامٍ من كلِّ شَهْرٍ.
([1])أخرجه: البخاري رقم (1997).