اليومَ الثَّالث
عشر وهذا هو التَّأَخُّرُ، قال تعالى: ﴿فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوۡمَيۡنِ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِ وَمَن
تَأَخَّرَ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِۖ لِمَنِ ٱتَّقَىٰۗ﴾ [البقرة: 203]، فالتَّعجُّلُ معناه: أَنْ يخرجَ وينفرَ من
مِنًى بعد رَمْيِ الجمراتِ في اليومِ الثَّاني عشر بعد الزَّوَّال من قبل غروب الشَّمْس؛
هذا التَّعجُّلُ، وإِذا أَدْركه الغروبُ ولم يرحلْ من مِنًى فإِنَّه يتعيَّن عليه المبيتُ
فيها ليلةَ الثَّالث عشر والرَّمْيُ في اليوم الثَّالثِ عشر بعد الظُّهْر، والله أَعْلم.
ما يفعل في الوقوف بعَرَفَةَ
س637-
ماذا يفعل في الوقوف بعَرَفَةَ؟
*
الوقوفُ بعَرَفَةَ رُكْنٌ من أَرْكان الحجِّ، بل هو الرُّكْنُ الأَعْظمُ، فمن فاته
الوقوفُ بعَرَفَةَ؛ فَاتَه الحجُّ هذا العامَ الذي فاته فيه.
والوقوفُ
بعَرَفَةَ له وقتٌ زمانيٌّ، ووقتٌ مكانيٌّ:
فالوقتُ
الزَّمانيُّ: يبدأُ على الصَّحيح من زوال الشَّمْس يومَ التَّاسع
إِلى طلوع فجرِ اليومِ العاشرِ.
أَمَّا الميقاتُ المكانيُّ: فهو أَنْ يكونَ داخلَ حدودِ عَرَفَةَ، ويجب على الحاجِّ أَنْ يقفَ داخلَ حدودِ عَرَفَةَ، ولا يتعدَّاها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم حين وقف عند الجبلِ وعند الصخرات الكبار قال: «وَقَفْتُ هَا هُنَا، وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ» ([1])، «وَارْفَعُوا عَنْ بَطْنِ عُرَنَةَ» ([2])، وقد وُضعتْ عليه علاماتٌ تحدِّده، هذا هو الميقاتُ المكانيُّ، فإِنْ وقف خارجَ عَرَفَةَ، ولم يدخلْ فيها في الوقت ما بين زوالِ يومِ التَّاسعِ إِلى طلوع فجرِ اليومِ العاشرِ،
([1])أخرجه: مسلم رقم (1218).