* المبيتُ بمُزْدَلِفَةَ واجبٌ من واجباتِ الحجِّ لا يجوز تركُه
مع الاستطاعة؛ لأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بات بها هو وأَصْحابُه وقال:
«خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ» ([1])، لكنْ من كان متجِّهًا بسيَّارته إِلى مُزْدَلِفَةَ يقصد
المبيت بها، ثمَّ حبسه سيرُ السَّيَّارات ولم يتمكَّنْ من الوصول إِليها حتَّى طلع
الفجرُ، فهذا ليس عليه شيءٌ؛ لأَنَّه معذورٌ، والله أَعْلم.
حُكم المكانٌ المعيَّنٌ للإِقامة فيه في مُزْدَلِفَةَ
س644-
هل هناك مكانٌ معيَّنٌ للإِقامة فيه أَوْ حوله في مُزْدَلِفَةَ أَمْ أَنَّ أَيَّ مكانٍ
فيها يصلح أَنْ يقيمَ فيه الحاجُّ؟ ومتى يتَّجه إِلى مِنًى؟
* مُزْدَلِفَةُ كلُّها موضعٌ للمبيت، لا يختصُّ جانبٌ منها عن الجانب الآخَرِ، بل كلُّ عرصاتها مَشْعَرٌ وموضعٌ للمبيت؛ لقول الرَّسول صلى الله عليه وسلم: «جَمْعٌ كُلُّهَا مَوْقِفٌ» ([2]) فالمسلمُ إِذا وصل إِلى مُزْدَلِفَةَ، فإِنَّه ينزل في أَيِّ مكانٍ تيسَّر له النُّزولَ فيه ويُصلِّي بها المغربَ والعشاءَ جمعًا عند وصوله ويذكر اللهَ سبحانه وتعالى ويدعو، أَمَّا وقتُ الدَّفْع من مُزْدَلِفَةَ إِلى مِنًى فهو قبيلُ طلوع الشَّمْس إِذا أَسْفَرَ جدًّا، ويجوز للضَّعْفة الدَّفْع من مُزْدَلِفَةَ إِلى مِنًى بعد منتصف اللَّيْل من ليلةِ النَّحْر.
([1])أخرجه: مسلم رقم (1297).