بحَلْقِ بعضِ
الشَّعَر وجِئْتُ من الغَدِ لأَرْمِيَ الجمراتِ الثَّلاثَ، فتبيَّنْتُ أَنِّي رميتُ
من خلف النصب وأَصْبتُ ظَهْرَها فأَعدتُ رَمْيَ جمرةِ العَقَبَة يوم الثَّاني عشر من
ذي الحِجَّة، فهل يُعتبَر عملِي هذا صحيحًا أَمْ ماذا يجب عليَّ أَنْ أَفْعَلَه حتَّى
يكونَ عملي صحيحًا؟
*
أَوَّلاً: الواجبُ في الحَلْقِ أَوِ التَّقْصيرِ تعميمِ الرَّأْس ولا يكفي أَنْ
يَأْخذَ بعضَ الشَّعَرات.
وثانيًا:
إعِادتُه لرَمْيِ جمرةِ العَقَبَةِ في اليومِ الثَّاني بأَنْ تبيَّنَ له بأَنَّه في
اليومِ الأَوَّلِ رماها في غير محلِّ الرَّمْيِ، وأَنَّ الحصى لم يَصِلْ إِلى حوض الجمرة،
فعملُه هذا صحيحٌ وهذا هو المتعيَّنُ عليه، فمن لم يَرْمِ الجمرةَ في اليومِ الأَوَّلِ
لعُذْرٍ من الأَعْذار أَوْ تبيَّن له أَنَّ رَمْيَه غيرُ صحيحٍ، فعليه إِعادتُه في
اليومِ الثَّاني لكنْ يبدأُ أَوَّلاً بالرَّمْي الماضي - رَمْيِ اليومِ الأَوَّلِ
- ثمَّ يرمي جمرات اليومِ الحاضرِ.
حُكْمُ من رمى ولم يستطعْ أَنْ يُحدِّدَ أَيَّهما أَوَّلاً
الصُّغْرى أَمِ الكُبْرى
س654- أَدَّيْتُ فريضةَ الحجِّ لعامٍ مضى، ورميتُ جمرةَ العَقَبَةِ على خيرِ ما يُرام، ولكنْ في اليومِ الثَّاني كان الزِّحامُ شديدًا، وكنتُ أَشْعُرُ ببعضِ المرض، ومن شدَّةِ الزِّحام لم أَتبيَّنْ بالتَّحْديد أَيُّهما رميتُ أَوَّلاً هل الصُّغْرى أَمِ الكُبْرى أَمْ جمرةُ العقبة، الله أَعْلم؟ ورميتُ مرَّتين، ودفعني الزِّحامُ إِلى الخارج، فوجدتُ نفسي خارجَ منطقةٍ رمي الجمرات، ولم أَسْتطعْ العودةَ مرَّة أُخْرى، أَوْ تحديدِ أَيِّ جمرةٍ، لم أَرْمِها، وعدتُ إِلى مَكَّةَ، ومعي الجمراتُ عنِّي وعن أَوْلادي، أَتذكَّر أَنِّي قد رميتُ جمرتين