×
المُلخَّص في شرحِ كتَابِ التَّوحيد

وعن مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -عَلَى حِمَارٍ-، فَقَالَ لِي: «يَا مُعَاذُ، أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ، وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ؟» قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ لاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَحَقُّ العِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَنْ لاَ يُعَذِّبَ مَنْ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا»، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلاَ أُبَشِّرُ بِهِ النَّاسَ؟ قَالَ: «لاَ تُبَشِّرْهُمْ، فَيَتَّكِلُوا» أَخْرَجاه في الصَّحِيحَين([1]).

****

ما يُستفاد من قوْل ابْنِ مَسْعُودٍ:

1- أهْمِيَّةُ هذِه الوَصايا العَشْرِ.

2- أنَّ الرَّسولَ صلى الله عليه وسلم يُوصِي بما أوْصى به الله، فكلُّ وَصِيَّةٍ لله فهي وَصِيَّةٌ لِرَسُوله صلى الله عليه وسلم.

3- عُمْقُ عِلْمِ الصَّحابة، ودِقَّةُ فَهْمِهم لِكتاب الله.

مُعَاذُ: هو مُعَاذُ بْنُ جَبَلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَوْسِ بْنِ كَعَبِ بْنِ عَمْرو الْخَزْرَجِيُّ الأَْنْصَارِيُّ، صَحابيٌّ جليلٌ مشهورٌ، من أعيان الصَّحابة، وكان مُتَبَحِّرًا في العِلْم والأحكام والقرآن، شَهِد غَزْوة بَدْرٍ وما بعدها، واسْتخْلَفَه النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم على أَهْلِ مَكَّةِ يومَ الْفَتْحِ يُعلِّمُهُم دينَهم، ثم بَعَثَه إِلى الْيَمَنْ قاضيًا ومُعلِّمًا، مات بالشِّام سنة 18هـ وله 38 عامًا.

«رَدِيفَ»: الرَّدِيف هو الذي تَحْمِله خَلْفَك على ظهر الدَّابَّة.

«أَتَدْرِي؟»: هل تعرف؟

«حَقُّ اللهِ»: ما يستحقُّه ويجعلُه مُتَحَتِّمًَا على العباد.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (2856)، ومسلم رقم (30).