وقَوْلُه:
﴿وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي
كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ﴾ [النحل: 36].
****
ما يُستفاد من الآية:
1- وجوبُ إفْراد الله
بالعبَادة على جميع الثَّقَلَيْن؛ الجِنِّ والإنْسِ.
2- بيانُ الحِكْمةِ من خَلْق
الجِنَّ والإنْسَ.
3- أنَّ الخالق هو الذي
يستحقُّ العبَادة دون غيره ممَّن لا يَخْلُق، ففي هذَا ردٌّ على عُبَّاد الأَصنَام
وغيرِها.
4- بيانُ غِنَى الله سبحانه
وتعالى عن خَلْقه وحاجةُ الخَلْق إليه؛ لأنَّه هو الخالق، وهم مخلوقون.
5- إثباتُ الحِكْمة في أفعال
الله سبحانه.
﴿بَعَثۡنَا﴾: أرْسَلْنا.
﴿كُلِّ أُمَّةٖ﴾: كلُّ طائفةٍ
وقَرْنٍ وجِيلٍ من النَّاس.
﴿رَّسُولًا ً﴾: الرَّسول: مَن
أُوحِيَ إليه بشرعٍ وأُمِر بتبْليغه.
﴿ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ﴾: أفْرِدُوه
بالعبَادة.
﴿وَٱجۡتَنِبُواْ ْ﴾: اتْرُكوا،
وفارِقوا.
﴿ ٱلطَّٰغُوتَۖ ﴾: مُشْتقٌّ من
الطُّغْيان، وهو مُجاوزةُ الحَدِّ، فكلُّ ما عُبِد من دون الله - وهو راضٍ
بالعبَادة - فهو طَاغوتٌ.
المعنى الإْجْماليُّ للآية: أنَّ الله سبحانه يُخْبِر أنَّه أرسل في كلِّ طائفةٍ وقَرْنٍ من النَّاس رسولاً، يدعوهم إِلى عبَادة الله وحْدَه، وترْكِ عبَادة ما سواه، فلم يَزَل يُرسِل الرُّسُل إِلى النَّاس ذلك مُنْذُ حَدَث الشِّرْك في بني آدَمَ في عهد نُوْحٍ إِلى أن خَتَمَهم بمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.