بابُ:
الدُّعاء إِلى شهادة أنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ
وقَوْلُ الله تعالى: ﴿قُلۡ هَٰذِهِۦ سَبِيلِيٓ أَدۡعُوٓاْ إِلَى
ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِيۖ وَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ وَمَآ
أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ﴾ [يوسف: 108].
****
مُناسَبة الباب
لكتاب التَّوحيد: أنَّ المُصنِّف رحمه الله لمَّا ذكر في الأبواب السَّابقةِ التَّوحيدَ
وفضلَه وما يُوجِب الخوف من ضِدِّه ذَكَر في هذَا الباب أنَّه لا ينبغي لمن عرف
ذلك أن يقتصر على نفسه، بل يجب عليه أن يدعو إِلى الله - تعالى - بالحكمة
والموعظةِ الحسنةِ كما هو سبيل المُرْسَلين وأَتْباعِهم.
«الدُّعَاءُ»: أي دعوة النَّاس.
«إلى شهادة أنْ لاَ
إِلَهَ إلاَّ اللهُ»: أيْ إِلى توحيد الله والإيمانِ به وبما جاءت به
رُسُلُه ممَّا هو مدلول هذِه الشَّهادة.
﴿قُلۡ﴾: الخِطاب لِلرَّسُول
صلى الله عليه وسلم.
﴿هَٰذِهِۦ﴾: أيِ الدَّعْوة التي
أدعو إليها والطَّريقة التي أنا عليها.
﴿سَبِيلِيٓ﴾: طريقتي ودعوتي.
﴿أَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ﴾: إِلى توحيد الله، لا
إِلى حَظٍّ من حظوظ الدُّنيا، ولا إِلى رِئاسةٍ، ولا إِلى حِزْبِيَّةٍ.
﴿عَلَىٰ بَصِيرَةٍ﴾: على علمٍ بذلك وبُرْهانٍ عقليٍّ وشرْعيٍّ، والبصيرةُ
المَعْرِفة التي
يُمَيَّز بها بين الحقِّ والباطلِ.
﴿وَمَنِ ٱتَّبَعَنِيۖ﴾: أيْ آمَن بي وصدَّقني: يحتمل أنَّه عَطْفٌ على الضَّميرِ المرفوعِ في ﴿أ أَدۡعُوٓاْ﴾ فيكون المعنى: أنا أدعو إِلى الله على
الصفحة 1 / 381