بصيرةٍ ومن اتَّبعني
كذلك يدعو إِلى الله على بصيرةٍ، ويحتمل أن يكون عطْفًا على الضَّميرِ الْمُنْفَصِلِ
«أَنَا» فيكون المَعْنى: أنا وأتْباعي على بصيرةٍ. والتَّحقيق: أنَّ العطْف يتضمَّن
المعنيَيْن، فأتْباعُه هُمْ أهلُ البصيرةِ الدَّاعُون إِلى الله.
﴿وَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ﴾: وأُنَزِّهُ اللهَ وأقدِّسُه عن أن يكون له شريكٌ في مُلْكِهِ أو معبودٌ
بحقٍّ سواه.
المَعْنى الإْجْماليُّ
لِلآْية: يأمر اللهُ رسولَه أن يُخبِر النَّاس عن طريقته وسُنَّتِه أنَّها
الدَّعْوةُ إِلى شهادة أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ على عِلْمٍ ويقينٍ وبُرْهانٍ،
وكُلُّ مَن اتَّبعه يدعو إِلى ما يدعو إليه على عِلْمٍ ويقينٍ وبُرْهانٍ، وأنَّه
هو وأتْباعُه يُنزِّهُون اللهَ عن الشِّرِيك له في مُلْكه، وعن الشريك له في
عبادته، ويتبرَّأ ممَّن أشْرَك به وإن كان أقربَ قريبٍ.
مُناسَبة الآية
لِلْباب: أنَّ الله ذَكَر فيها طريقةَ الرَّسُول وأتْباعِه هي الدَّعْوة إِلى
شهادة أنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ على عِلْمٍ بما يدعون إليه. ففيها وجوب
الدَّعْوة إِلى شهادة أنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ الَّذِي هُوَ موضوع الباب.
ما يُستفاد من
الآية:
1- أنَّ الدَّعْوة
إِلى شهادة أنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ هي طريقة الرَّسُول وأتْباعِه.
2- أنَّه يجب على
الدَّاعية أن يكون عالمًا بما يدعو إليه، عالمًا بما يَنْهَى عنه.
3- التَّنبيهُ على الإخلاص في الدَّعْوة بأن لا يكون للدَّاعية مقصدٌ