×
المُلخَّص في شرحِ كتَابِ التَّوحيد

ولهُمَا عن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ خَيْبَرَ: «لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلاً يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، يَفْتَحُ اللهُ عَلَى يَدَيْهِ» فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَاهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ غَدَوْا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، كُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطَاهَا، فَقَالَ: «أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ؟». فَقِيلَ: هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ، قَالَ: «فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ». فَأُتِيَ بِهِ فَبَصَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي عَيْنَيْهِ وَدَعَا لَهُ، فَبَرَأَ حَتَّى كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ، فَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ، وَقَالَ: «انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِْسْلاَمِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ فِيهِ، فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ»([1]). يدُوكُون أيْ: يَخُوضون.

****

«سَهْلُ بنُ سَعْدٍ»: هو سَهْلُ بْنُ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ خَالِدٍ الأَْنْصَارِيُّ الْخَزْرَجِيُّ السَّاعِدِيُّ، صحابيٌّ شهيرٌ، مات سنة 88هـ، وقد جاوز المائة.

«ولهُما»: أيْ البُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ في صحيحيْهِما.

«يَومَ خَيْبَرَ»: أيْ يوم حِصار خَيْبَرَ سنة 7هـ.

«الرَّايَة»: عَلَم الجيش الذي يرجعون إليه عند الكَرِّ والفَرِّ.

«يَفْتَحُ اللهُ عَلَى يَدَيْهِ»: إخبارٌ على وجه البِشارة بحصول الفَتْح.

«لَيْلتَهُمْ»: منصوب على الظَّرْفيَّة.

«أَيُّهُمْ برَفْع» «أيُّ» على البِناء؛ لإضافتها وحذفِ صدْرِ صِلَتِها.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (2942)، ومسلم رقم (2406).