وقَوْلِه: ﴿وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِيمُ لِأَبِيهِ
وَقَوۡمِهِۦٓ إِنَّنِي بَرَآءٞ مِّمَّا تَعۡبُدُونَ * إِلَّا ٱلَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُۥ سَيَهۡدِينِ﴾ [الزخرف: 26- 27].
****
﴿وَيَخَافُونَ عَذَابَهُۥ﴾: أيْ: لا يخافون
أحدًا سِواه.
المَعْنى الإْجْماليُّ
لِلآْية: أنَّ الله سبحانه وتعالى يُخبِر أنَّ هَؤُلاءِ الذين يدعوهم المُشركون من
دون الله من الملائكةِ والأنبياءِ والصَّالحين، يبادرون إِلى طلب القُرْبة إِلى
الله فيرجون رحمتَه ويخافون عذابَه، فإذا كانوا كذلك كانوا جملةً من العبيد، فكيف
يُدْعَوْن مع الله - تعالى - وهم مشغولون بأنفسهم يدعُون الله ويتوسَّلون إليه
بعبادته.
مُناسَبة الآية
لِلْباب: أنَّها تدُلُّ على أنَّ مَعْنى التَّوحيد وشهادةَ أنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ
اللهُ، هو ترْك ما عليه المشركون من دعوة الصالحين، والاستشفاعِ بهم إِلى الله في
كشْف الضُّرِّ أو تحويلِه؛ لأنَّ ذلك هو الشِّرْك الأكْبر.
ما يُستفاد من
الآية:
1- الرَّدُّ على
الذين يَدعُون الأولياء والصالحين في كشف الضُّرِّ أو جلب النَّفْع، بأنَّ
هَؤُلاءِ المَدْعُوِّين لا يملكون لأنفسهم ضرًّا ولا نفعًا، فكيف يملكون ذلك
لغيرهم.
2- بيانُ شِدَّةِ
خوف الأنبياء والصَّالحين من الله، وبيانُ رجائهم لرحمته.
﴿بَرَآءٞ مِّمَّا تَعۡبُدُونَ﴾: أيْ بريءٌ من جميع معبوداتكم.
﴿إِلَّا ٱلَّذِي فَطَرَنِي﴾: أيْ خَلَقَني، وهو الله، فهو معبودي وحده.