×
المُلخَّص في شرحِ كتَابِ التَّوحيد

ورَوَى الإمامُ أَحْمَدُ عن رُوَيْفِعٍ رضي الله عنه قالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا رُوَيْفِعُ، لَعَلَّ الْحَيَاةَ تَطُولُ بِكَ فَأَخْبِرِ النَّاسَ أَنَّهُ مَنْ عَقَدَ لِحْيَتَهُ، أَوْ تَقَلَّدَ وَتَرًا، أَوْ اسْتَنْجَى بِرَجِيعِ دَابَّةٍ أَوْ عَظْمٍ، فَإِنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم مِنْهُ بَرِيءٌ»([1]).

****

المَعْنى الإْجْماليُّ لِلْحديث: هذَا حديثٌ وجيزُ اللَّفظِ، عظيمُ الفائدةِ، يُخبِر فيه النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أنَّ مَن التفت بقلبه أو فعله أو بهما جميعًا إِلى شيءٍ يرجو منه النَّفع أو دفع الضُّرِّ وكَلَه الله إِلى ذلك الشيءِ الذي تعلَّقه، فمَن تعلَّق بالله كفاه ويسَّر له كُلَّ عسيرٍ، ومَن تعلَّق بغيره وكَلَه الله إِلى ذلك الغيرِ وخَذَله.

مُناسَبة الحديث لِلْباب: أنَّ فيه النَّهْيَ والتَّحذيرَ مِن التَّعلُّقِ على غير الله في جلْب المنافع ودفْع المضار.

ما يُستفاد من الحديث:

1- النَّهْيُ عن التَّعلُّق بغير الله.

2- وجوبُ التَّعلُّقِ بالله في جميع الأمور.

3- بيانُ مضرَّةِ الشِّرْكِ وسوءِ عاقبته.

4- أنَّ الجزاءَ من جنس العمل.

5- أنَّ نتيجةَ العملِ ترجِعُ إِلى العامل خيرًا أو شرًّا.

«رُوَيْفِع»: هو: رُوَيْفِعُ بنُ ثَابِتِ بْنِ السكنِ بنِ عَدِيِ بنِ الحَارِثِ، من بني مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ الأْنصاريُّ، وَلِيَ بَرْقَة وطَرَابُلُسْ، فافْتَتَح إِفْرِيقِيَّةَ سنة 47، وتُوُفِّيَ بِبَرْقَة سنة 56هـ.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (36)، والنسائي رقم (5067)، وأحمد رقم (16995).