×
المُلخَّص في شرحِ كتَابِ التَّوحيد

أرادا العُبور من مكانٍ يحلُّ في ساحته صَنَمٌ يُفْرَض على من أراد تجاوُزَه أن يذبح له تقرُّبًا إليه وتعظيمًا له، فطلب عُبَّادُ ذلك الصَّنم من الرَّجُلَين التَّمشي على هذَا النِّظامِ الشِّرْكِيِّ، فأمَّا أحدهما فاعتذر بالعدم فقنعوا منه بأيسر شيءٍ؛ لأنَّ مقصودهم حصول الموافقة على الشِّرْك، فذَبَح للصَّنم ذُبابًا فتركوه يمرُّ، فدخل بسبب فعله هذَا نارَ جَهَنَّم؛ لأنَّه فَعَل الشِّرْك ووافقهم عليه، وطلبوا من الآخَر أن يُقرِّب للصَّنم فاعتذر بأنَّ هذَا شِرْكٌ ولا يمكن أن يفعله، فقتلوه، فدخل الْجَنَّةَ؛ لامتناعه من الشِّرْك.

مُناسَبة الحديث لِلْباب: أنَّه دلَّ على أنَّ الذَّبْح عبَادة، وأنَّ صرفَه لغير الله شِرْكٌ.

ما يُستفاد من الحديث:

1- بيانُ خطورة الشِّرْك ولو في شيءٍ قليلٍ.

2- أنَّ الشِّرْك يُوجِب دخولَ النَّار، وأنَّ التَّوحيد يُوجِب دخولَ الجَنَّة.

3- أنَّ الإِنسَان قد يقع في الشِّرْك وهو لا يدري أنَّه الشِّرْكُ الذي يُوجب النَّار.

4- التَّحذيرُ من الذُّنوب وإن كانت صغيرةً في الحُسْبان.

5- أنَّ هذَا الرَّجُلَ دخل النَّار بسببٍ لم يقصدْه ابتداءً وإنَّما فعله تخلُّصًا من شرِّ أهل الصَّنم.

6- أنَّ المُسلمَ إذا فعل الشِّرْك أبطَلَ إِسْلامه ودخل النَّار؛ لأنَّ هذَا الرَّجُلَ كان مُسلمًا وإلاَّ لم يقل: «دَخَلَ النَّارَ فِي ذُبَابٍ».


الشرح