وعن طَارِقِ بنِ
شِهَابٍ: أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «دَخَلَ الْجَنَّةَ رَجُلٌ
فِي ذُبَابٍ، وَدَخَلَ النَّارَ رَجُلٌ فِي ذُبَابٍ» قَالُوا: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟
قَالَ: «مَرَّ رَجُلاَنِ عَلَى قَوْمٍ لَهُمْ صَنَمٌ، لاَ يُجَاوِزُهُ أَحَدٌ
حَتَّى يُقَرِّبَ لَهُ شَيْئًا، قَالُوا لأَِحَدِهِمَا: قَرِّبْ، قَالَ: لَيْسَ
عِنْدِي شَيْءٌ أُقَرِّبُ، قَالُوا: قَرِّبْ وَلَوْ ذُبَابًا، فَقَرَّبَ ذُبَابًا،
قَالَ: فَخَلَّوْا سَبِيلَهُ، قَالَ: فَدَخَلَ النَّارَ، وَقَالُوا لِلآْخَرِ:
قَرِّبْ، قَالَ: مَا كُنْتُ لأُِقَرِّبَ لأَِحَدٍ شَيْئًا دُونَ اللَّهِ عز وجل،
فَضَرَبُوا عُنُقَهُ، فَدَخَلَ الْجَنَّةَ َ»([1]). رواه أَحْمَدُ.
****
«طَارِقُ بنِ شِهَابٍ»: هو طَارِقُ بنُ
شِهَابٍ الْبَجَلِيُّ الأَْحْمَسِيُّ، رأى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ولم يسمع
منه، فحديثه مُرْسَلٌ، صحابيٌّ. مات طَارِقٌ سنة 83هـ رضي الله عنه.
«فِي ذُبَابٍ»: أيْ بسبب ذبابٍ.
«صَنَمٌ»: ما كان منحوتًا
على صورةٍ.
«لاَ يُجَاوِزُهُ»: لا يمرُّ به ولا
يتعدَّاه.
«يُقرِّب»: يذبح.
المَعْنى الإْجْماليُّ لِلْحديث: يُخبِر النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن خطورة الشِّرْك وشناعتِه فيُحدِّثُ أصحابه ويبدأ حديثه ببدايةٍ تجعل النُّفوس تستغرب وتتطلَّع إِلى سياق الحديث: «دَخَلَ الْجَنَّةَ رَجُلٌ فِي ذُبَابٍ، وَدَخَلَ النَّارَ رَجُلٌ فِي ذُبَابٍ» شيءٌ يسيرٌ سبَّبَ أمرًا خطيرًا، وأوجب السُّؤال عن تفصيله، وهنا يُفصِّلُ فيقول: إنَّ رَجُلَين -يظهر أنَّهما من بني إِسْرَائِيلَ-
([1]) أخرجه: أبو نعيم في «الحلية» (1/203)، وابن أبي شيبة في «المصنف» رقم (33028) موقوفًا على سلمان الفارسي رضي الله عنه.