«لاَ أُغْنِي
عَنْكُمْ مِن الله»: لا أدفع عنكم عذابَ الله، رفْعٌ لما قد يُتوهَّم أنَّه
يُغني عنهم مِن الله شيئًا بشفاعته.
«عَبَّاسُ،
وصَفِيَّةُ، وفَاطِمَةُ»: بالرَّفع على البناء، ويجوز النَّصب بالنِّداء. وابنَ،
وعمةَ، وبنتَ: بالنَّصب لا غير بدلاً من المنادَى أو عطفَ بيان.
«سَلِينِي مِن
مَالِي»: لأنَّ هذَا هو الذي يقْدِر عليه، وما كان مِن أمْر الله فلا قُدْرة له
عليه.
المَعْنى
الإْجْماليُّ لِلْحديث: يُخبِر أَبُو هُرَيرَة رضي الله عنه عمَّا صنع رَسُولُ
الله صلى الله عليه وسلم حينما أمره الله في كتابه الكريمِ أن يُنذِر قرابته أنَّه
قام مُمْتَثِلاً أمْرَ ربِّه، فنادى قُرَيشًا ببطونها ونادى عمَّه وعمَّتَه وبِنْتَه،
فأنذرهم نذارةً خاصةً وأمَرَهم أن يُخلِّصُوا أنفسَهم من عذاب الله بتوحيده
وطاعتِه، وبلَّغهم أنَّه لا يدفع عنهم من عذاب الله شيئًا إذا لم يُؤمنوا، فمجرَّد
قُرْبهم منه غير نافعٍ لهم بدون إيمانٍ.
مُناسَبة الْحديث
لِلْباب: أنَّ فيه أنَّه لا يجوز أن يُطلَب من الرَّسُول ولا من غيره من باب
أَوْلى إلاَّ ما يقْدِر عليه من أمور الدُّنْيا، وأمَّا ما لا يقْدِر عليه إلاَّ
اللهُ، فلا يجوز أن يُطلب إلاَّ من الله، ففيه الرَّدُّ على عُبَّاد القُبور الذين
يستغيثون بالأموات لتفريج الكُرُبات وقضاءِ الحاجات.
ما يُستفاد من
الْحديث:
1- الرَّدُّ على عبَّاد الأنبياء والصَّالحين الذين يتعلَّقون بالمخلوقين في قضاء حوائجهم التي لا يقْدِر عليها إلاَّ الله.