ولمُسْلِمٍ
عن ابنِ مَسْعُودٍ أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «هَلَكَ
الْمُتَنَطِّعُونَ» قَالَهَا ثَلاَثًا([1]).
****
«الْمُتَنَطِّعُونَ»: المُتعمِّقُون في
الشَّيء مِنْ كلامٍ وعبَادة وغيرِها.
«ثَلاَثًا»: أي: قال هذِه
الكلمة ثلاث مراتٍ؛ مُبالغةً في الإبلاغ والتَّعليم.
المَعْنى الإْجْماليُّ
لِلْحديث: يُوضِّح النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أنَّ التَّعمُّقَ في الأشياء
والغُلُوَّ فيها يكون سببًا للهلاك، ومراده صلى الله عليه وسلم النَّهْيُ عن ذلك.
مُناسَبة الْحديث
لِلْباب: أنَّ التَّنطُّعَ مِن الغُلُوِّ المنْهيِّ عنه، ويدخل في ذلك التَّنطُّعُ
في تعظيم الصَّالحين إِلى الحدِّ الذي يُفْضِي إِلى الشِّرْك.
ما يُستفاد من
الْحديث:
1- الحَثُّ على
اجتناب التَّنطُّع في كُلِّ شيءٍ، لا سيَّما في العبادات وتقديرِ الصَّالحين.
2- الحَثُّ على
الاعتدال في كُلِّ شيءٍ.
3- شِدَّةُ حِرْصِه
على نجاة أُمَّته، واجتهادُه في الإبلاغ صلى الله عليه وسلم.
***
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2670).
الصفحة 8 / 381
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد