مَعْنى الْحديث
إجْمالاً: يُحذِّر النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أُمَّتَه مِن الزِّيادة في
الدِّين على الحدِّ المشروع، وهو عامُّ في جميع أنواع الغُلُوِّ في الاعتقادات
والأعمالِ، ومن ذلك الغُلُوُّ في تعظيم الصَّالحين ممَّا يكون سببًا في عبادتهم،
ثم علَّل النَّهْيَ عن الغُلُوِّ بأنَّه هو السَّبب في هلاك الأُمَم السَّابقةِ؛
وذلك يقتضي مُجانَبَةَ هَدْيِهِمْ في هذَا إبعادًا عن الوقوع فيما هُلِكُوا به؛
لأنَّ المُشارِك لهم في بعض هَدْيِهِمْ يُخافُ عليه من الهلاك مثلَهم.
مُناسَبة الْحديث
لِلْباب: أنَّ فيه النَّهْيَ عن الغُلُوِّ مطلقًا، وبيانَ أنَّه سببٌ للهلاك في
الدُّنْيا والآخرةِ، فيدخل فيه النَّهْي عن الغُلُوِّ في الصَّالحين مِن باب
أَوْلَى؛ لأنَّه سببٌ للشِّرْك.
ما يُستفاد من
الْحديث:
1- النَّهْيُ عن
الغُلُوِّ وبيانُ سُوء عاقبته.
2- الاعتبار بمن
سَبَقَنا من الأُمَم لتجنُّب ما وقعوا فيه من الأخطاء.
3- حِرْصُه صلى الله
عليه وسلم على نجاة أُمَّتِه مِن الشِّرْك ووسائلِه وبُعدِهِم عنه.
4- الحَثُّ على
الاعتدال في العبَادة وغيرِها بين جانبي الإفراط والتَّفريطِ.
5- أنَّ الغُلُوَّ
في الصَّالحين سببٌ للوقوع في الشِّرْك.
6- شِدَّةُ خوفِهِ
صلى الله عليه وسلم مِن الشِّرْك والتَّحذيرُ منه.
***